تصاعدت المواجهات بيين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولاية النيل الأزرق وتعهد الجيش إعلان الولاية خالية من التمرد قريباً، فور استرداد يابوس آخر معاقل المتمردين. وأعلن حاكم ولاية النيل الأزرق حسين ياسين استعادة القوات المسلحة مدعومة بقوات من حرس الحدود، منطقة جبل كلقو من قبضة المتمردين، الذين نفوا ذلك مؤكدين مواصلة المعارك. وتوافد مصلون من مساجد مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق إلى مقر الفرقة الرابعة مشاة احتفاء بـ «انتصارات» القوات المسلحة على «المتمردين». وأكد قائد الفرقة الرابعة مشاة أن «القوات المسلحة ستعلن قريباً الولاية خالية من التمرد بعد استرداد يابوس في أية لحظة»، وزاد: «هذا التلاحم رفع معنويات القوات المسلحة ودفعها إلى تحقيق الانتصارات». وأشار إلى «أن القوات المسلحة لم ولن تُهزم عبر تاريخها الطويل». وأضاف أن قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن وغيرها من القوات المساندة جسم واحد وتتبع كلها للقوات المسلحة. وأفادت قوات الدعم السريع على مواقعها على شبكة الإنترنت بأن مقاتليها الذين وصلوا إلى ولاية النيل الأزرق الثلثاء الماضي تمكنوا من «تحرير» مناطق في قطاع جبال الانقسنا شملت: «طاقة، طوردا، الحارة، وخور جداد». وكان الناطق الرسمي باسم «الحركة الشعبية» نفى في بيان سيطرة الجيش السوداني على جبل كلقو، وقال إن المعارك مازالت مستمرة، فيما لم يصدر الجيش السوداني بياناً يؤكد فيه السيطرة على هذا الموقع. واعترفت الحركة الشعبية بفقدان نقاط خارجية من جبل كلقو الإستراتيجي، في ولاية النيل الأزرق، وكذبت في الوقت ذاته تصريحات حكومية في شأن أسر 100 من عناصر التمرد. وقالت قيادة الحركة الشعبية في بيان أمس، إن «كل ما تم هو استيلاؤهم على نقاط خارجية من الجبل وسيارة أُحرِقت قبل أن تنسحب قواتنا من إحدى النقاط الخارجية من الجبل». واتهمت قيادات الحركة مَن سمتها «قوات الجنجويد» المتحالفة مع الحكومة التي أخلت قتلاها في طريقها إلى الدمازين بالتوقف عند قريتين، على بعد 5 كيلومتر جنوب الدمازين والاعتداء على المواطنيين وضربهم واعتقال بعضهم». وحمّلت الحركة حاكم ولاية النيل الأزرق مسؤولية أي مكروه يتعرض له هؤلاء، وحذرته من التلاعب بحياتهم. من جهة أخرى، كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن تزايد عدد الفارين من القتال في ولاية جنوب كردفان إلى مخيمات اللجوء في جنوب السودان، مشيرة إلى أن أيار (مايو) شهد وصول 3 آلاف لاجئ معظمهم من هيبان والبرام. وقال الناطق باسم المفوضية أدريان إدواردز إن نهاية الأسبوع الحالي تصادف الذكرى الخامسة للنزاع في ولاية جنوب كردفان، وما زال الناس يفرون من المنطقة ليعبروا إلى جنوب السودان المجاور. وأكد إدواردز وصول أكثر من 7500 لاجئ من جنوب كردفان إلى معبر «بييدا» في ولاية الوحدة في جنوب السودان منذ مطلع العام 2016، وصل 3 آلاف منهم خلال أيار وحده، متوقعاً وصول آلاف اللاجئين في الأسابيع المقبلة. ونوّه الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن المنطقة كانت تضم قبل موجة اللجوء الحالية 70 ألف لاجئ. وأوضح أن غالببة الفارين الجدد هم من هيبان وأم دورين والبرام، وهي مناطق شهدت تصاعداً في العمليات العسكرية بين القوات الحكومية وقوات الحركة الشعبية، بما في ذلك العمليات البرية والقصف الجوي.