قد يكون أبيض الشعر وعلى مشارف الأربعينات، لكن جانلويجي بوفون ما زال «الأكبر» في المنتخب الإيطالي ليس من حيث العمر وحسب، بل من حيث قيمته الفنية والقيادية وعطاءاته التي أبقته حتى يومنا هذا من أفضل حراس العالم. «بالنسبة لي أن ألعب وأمثل بلدي هو أمر لا أعتبره تحصيل حاصل»، هذا ما قاله حارس يوفنتوس عام 2014 حين كان في الـ35 من عمره، مضيفاً: «لا يحصل الكثير من اللاعبين على هذه الفرصة، ولهذا السبب لا يمكنني أبداً أن أقول لقد اكتفيت، لأن ذلك سيكون مماثلاً للانشقاق». والآن وبعد أن أصبح في الـ38 من عمره، بقي بوفون على مبادئه السابقة وحافظ على موقعه كأبرز ركيزة في «الآزوري»، ليس لأن الأخير يفتقد في أيامنا هذه إلى نجوم العيار الثقيل، بل لأن جيجي ما زال في كامل عطائه، وأبرز دليل على ذلك أنه لعب الموسم الماضي دوراً حاسماً في حصول فريقه على ثنائية الدوري والكأس المحليين ووصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ثم نجح هذا الموسم بفضل قيادته الحكيمة بالمساهمة في الاحتفاظ بلقبي الدوري والكأس. وما يميز بوفون ليس براعته وتفوقه على عامل العمر وحسب، بل قدرته القيادية التي تجلت بأفضل حلاتها في أوائل الموسم الحالي حين خرج عن صمته وناشد رفاقه في يوفنتوس بتحمل مسؤولياتهم حين كان الفريق في وضع يرثى له. ولعب بوفون دوراً أساسياً في هذا الانتصار الجديد ليوفنتوس، إذ تلقت شباكه 20 هدفاً فقط، وهو يمني النفس بطبيعة الحال مواصلة تألقه في نهائيات فرنسا 2016 من أجل تعويض خيبة الخروج من الدور الأول لمونديال البرازيل 2014، وخسارة نهائي كأس أوروبا 2012، برباعية نظيفة أمام إسبانيا. من البديهي أن يشعر بوفون صاحب الرقم القياسي من حيث عدد المباريات الدولية (157) بأن لقب 2016 كان الأفضل في المواسم الخمسة الأخيرة، لأنه جاء بعد معاناة ثم انتفاضة دامت لـ26 مباراة متتالية من دون هزيمة حطم خلالها جيجي الرقم القياسي المحلي بعدما حافظ على نظافة شباكه مدة 974 دقيقة، متفوقاً على حارس ميلان السابق سيباستيان روسي (929 دقيقة)، كما حقق رقماً قياسياً جديدة بمحافظته على نظافة شباكه لعشر مباريات متتالية.