رؤية السعودية 2030 رؤية شاملة ركزت على جوانب عدة منها التعليم، الصحة، الترفيه، الاقتصاد وغيرها. سأركز هنا على جانب مهم وخطير جدا وهو "إصلاح التعليم". قد يظن البعض أن إصلاح التعليم عبر تطبيق نظريات تربوية إصلاحية أو تدريب المعلمين وتطوير المناهج وغيرها، وهذا شيء جميل، ولكن ما لفت انتباهي بعد قراءة معمقة في رؤية 2030، وجدت أن الرؤية تركز على الأسرة وأولياء الأمور في المقام الأول لإصلاح التعليم. سأقتبس من الرؤية "تزويد الأسرة بعوامل النجاح اللازمة لرعايـة أبنائها وتنميـة ملكاتهم وقدراتهم. ولنصل إلى هذه الغاية سنعمل على إشراك أولياء الأمور في العمليــة التعليمية، كما سنعمل على مساعدتهم في بناء شخصيات أطفالهم ومواهبهم حتى يكونوا عناصر فاعلة في بناء مجتمعهم. انتهى الاقتباس". رؤية 2030 من أهدافها الواضحة الجلية إصلاح التعليم، ولا يكون هذا الإصلاح إلا عبر الأسرة وسبل إشراكها في الحياة المجتمعية ككل. الأسرة هي أساس عملية التنمية إجمالا وليس فقط العملية التعليمية. ركزت الرؤية أيضا على حالة الاستقرار التي يجب أن تعيشها الأسرة، وذلك بتملك سكن مناسب وهذا ليس رفاهية وإنما من العناصر المهمة لاستقرار الأسر هو المسكن الكريم الذي سينعكس على جانب التعليم وعلى الحياة المجتمعية للفرد عموما. تصوروا أسرة يشارك أبناؤها مع أولياء أمورهم في بعض الأنشطة الرياضية، الثقافية، الاجتماعية، والأعمال التطوعية عبر المنظومة التعليمية والثقافية والترفيهية، هذا ما تقوله الرؤية وما نتمنى أن يتحقق. قد يتساءل البعض ما علاقة ما سبق بإصلاح التعليم، لا يخفى على أحد أن استقرار الأسر في مسكن ملائم ومشاركة الأسرة في الأعمال والأنشطة المختلفة مع المجتمع سينتج عنه مجتمع صحي واع ومتماسك، وبالتالي تعليم رائع ومتقدم. التعليم ليس فقط تغذية وتحصيل معلومات في عقول أبنائنا، بل ممارسة واكتساب خبرات وأنشطة وأسرة شريكة ومسؤولة. تحقق الترفيه وتفعيل دور الأسرة يؤديان إلى تعليم مثالي، هنالك العديد من الأمثلة الواقعية تؤكد ما سبق، منها دول شقيقة سبقتنا في هذا المجال، ونحن قد انطلقنا في هذا السباق ومحطتنا الأولى 2030.