×
محافظة المنطقة الشرقية

فلكية جدة: «الشمس» بدون بقع للمرة الأولى منذ عامين

صورة الخبر

فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 لم يكن إلا إضافة أخرى لسجل دبي الذي يزخر بالإنجازات العالمية المتميزة، وقد جاء هذا الفوز نتيجة طبيعية لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وسياسة الحكومة الثابتة والمستمرة في تطوير البنية التحتية، والخدمات التي وضعت دبي في بؤرة الاهتمام العالمي، وأكسبتها موقعها الريادي كمركز عالمي للمال والأعمال والسياحة. وقد استفادت إمارة دبي من موقعها المتميز لتكون حلقة وصل بين مختلف قارات العالم، فثلثا سكان العالم على مسافة 8 ساعات طيران منها، وتؤدي البنية التحتية والخدمات المتميزة، ومراكز التسوق والنشاطات والفعاليات السياحية التي تشتهر بها دبي إلى جذب الملايين من الزوار سنوياً، حيث بلغ عدد زوار دبي عام 2015 أكثر من 14 مليون زائر. ومن المتوقع أن يستقطب معرض إكسبو 2020، الذي ستشارك فيه قرابة 200 جهة، ما بين شركات ومؤسسات، نحو 25 مليون زائر، 70% منهم من خارج دولة الإمارات، وذلك خلال فترة انعقاده ما بين العشرين من أكتوبر 2020 والعاشر من إبريل/نيسان عام 2021. ومن المتوقع أن يصل العدد الأقصى لزوار المعرض في اليوم الواحد إلى 300 ألف زائر، واستيعاب هذا العدد الكبير من الزوار يتطلب تخطيطاً دقيقاً لتوفير حركة سهلة للزوار ما بين المعرض وأماكن إقامتهم. ولتحقيق ذلك تعتمد دبي على سمعتها العالمية ورصيدها الكبير من النجاح في تخطيط وإدارة الفعاليات الكبرى، مثل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، ومعرض دبي للطيران، ومهرجان دبي للتسوق، والاحتفالات برأس السنة التي يحضرها سنوياً قرابة 1.7 مليون شخص يوجدون في مساحة صغيرة بجوار برج خليفة. وفي إطار الاستعدادات لتنظيم معرض إكسبو 2020 بصورة تليق بسمعة دبي، أعدت هيئة الطرق والمواصلات خطة شاملة للطرق والنقل لخدمة المعرض، وتضمنت الخطة بدائل مختلفة لنقل الزوار من أماكن إقامتهم إلى موقع المعرض تتضمن المترو والحافلات ومركبات الأجرة. ونظراً لأهمية الاستدامة البيئية باعتبارها أحد أهم أهداف المعرض، فقد شجعت الخطة على استخدام وسائل النقل الجماعي، حيث يقدر أن تخدم هذه الوسائل نحو 51% من إجمالي عدد الرحلات من وإلى المعرض، وسيتم تحقيق ذلك من خلال إجراءات رئيسية تشمل تمديد الخط الأحمر لمترو دبي، من محطة نخيل هاربر آند تاورز إلى موقع معرض إكسبو بطول نحو 15 كيلومتراً، ويضم سبع محطات إحداها مخصصة لخدمة المعرض، ويتوقع أن يصل عدد زوار المعرض الذين يستخدمون المترو قرابة 12 ألف راكب في الساعة في الاتجاه الواحد، وسيجري توفير أكثر من 17 محطة لحافلات إكسبو داخل إمارة دبي، موزعة بشكل مناسب لخدمة زوار المعرض، بحيث يتوجه الزوار إلى تلك المحطات أولاً، ثم يجري نقلهم منها إلى المعرض بالحافلات التي يزيد عددها على 500 حافلة، وقد جرى التنسيق والتواصل مع الإمارات الأخرى لتطبيق المبدأ نفسه فيها، حيث سيتم تحديد عدد من محطات الحافلات في كل منها، ونقل زوار المعرض من تلك المحطات للمعرض بالحافلات. ووفقاً للخطة سيتوافر أيضا نحو 30 ألف موقف للمركبات ضمن حدود الموقع، لخدمة الزوار، الذين يفضلون زيارة المعرض بمركباتهم الخاصة، مع نقلهم من تلك المواقف للمعرض بالحافلات، وسوف يخدم المعرض أيضاً نحو1900 مركبة أجرة، إضافة إلى توفير مواقف ومرافق مناسبة لهذه المركبات داخل الموقع، وتتضمن الخطة أيضاً تنفيذ شبكة من الطرق والتقاطعات الرئيسية لتسهيل الوصول للمعرض، وتوفير المرونة العالية في الدخول إليه والخروج منه، من خلال تقاطعات طبقية رئيسية، توفر المرونة في الحركة لجميع وسائل النقل المطلوبة لخدمة المعرض. وتعمل الهيئة حالياً على تنفيذ مشاريع أخرى ستساعد على تنظيم الحركة من وإلى معرض إكسبو 2020، تشمل التطوير الجذري لمركز التحكم المروري، وإنشاء مركز التحكم الموحد EC3 لتحقيق التكامل بين كافة وسائل النقل، ومن المتوقع أن تصل التكاليف الإجمالية لتوفير البنية التحتية للطرق والنقل وتوفير وسائل النقل المطلوبة للمعرض إلى قرابة 12 مليار درهم. وروعي في وضع الخطة، الاستفادة من جميع مرافق ووسائل النقل المذكورة، بعد الانتهاء من معرض إكسبو 2020، لخدمة إمارة دبي ومشاريع التنمية الاقتصادية والعمرانية التي ستقام ضمن موقع المعرض وحوله. ومما يجدر ذكره أن إكسبو 2020 لا يمثل نهاية المطاف وإنما هو خطوة أخرى في رحلة دبي المستمرة نحو التميز والريادة العالمية، حيث سيستمر تطوير البنية التحتية للإمارة، بما فيها البنية التحتية للطرق والنقل، مع التركيز في المرحلة القادمة على التكامل بين خدمات النقل والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية، والتحول نحو أنظمة النقل الذكية، بوصفها جزءاً من خطة دبي الرامية لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، (رعاه الله)، بجعل دبي المدينة الأذكى عالمياً بحلول عام 2017، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، التي تهدف إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة من خلال وسائل المواصلات المختلفة بحلول عام 2030، ويتوقع أن تصل العوائد الاقتصادية السنوية لهذه الاستراتيجية 46.4 مليار درهم، وكذلك سنستمر في تعزيز دور النقل الجماعي من خلال وسائل وخدمات مبتكرة وذكية تسهل حركة الناس ووصولهم إلى محطات وخطوط النقل الرئيسية، بما في ذلك المركبات والحافلات دون سائق، التي تعمل حسب الطلب من خلال تطبيقات ذكية، وقد جرى عرض وتجربة بعض هذه التقنيات على نطاق محدود خلال معرض النقل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي عقد في دبي الفترة من 25 إلى 27 إبريل/نيسان الماضي، وسنعمل كذلك خلال المرحلة القادمة على إدخال تقنيات ووسائل نقل جديدة تشمل التلفريك وخطوط وخدمات الحافلات السريعة BRT وذلك لتحقيق رؤية الهيئة تنقل آمن وسهل للجميع وتحقيق هدف الحكومة الأسمى وهو: إسعاد الناس. *المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات.