×
محافظة المنطقة الشرقية

هواتف ذكية.. عادات غبية

صورة الخبر

تلقت شرطة النجدة بلاغاً من مقاول باكتشافه وفاة سناء، زوجة شقيقه البالغة من العمر 38 عاماً ربة منزل داخل شقتها في الطابق الرابع في العقار نفسه الذي يقيم فيه، وجاء في بلاغ المقاول أن أبناء شقيقه عادوا من المدرسة وطرقوا الباب طويلاً على أمهم، لكنها لم تفتح، فاستنجدوا به فحاول أن يتصل بها هاتفياً لكنها لم ترد، فقام بتحطيم باب الشقة وعثر عليها جثة هامدة. انتقل رجال المباحث على الفور إلى المكان، وتبين وجود جثة المجني عليها وسط بركة من الدماء في صالة المنزل وهي ترتدي ملابسها بالكامل، وتبينت إصابتها بجرح عميق في الرأس، وكشفت معاينة الشقة سلامة جميع منافذ وأبواب الشقة وعدم وجود آثار لأي عنف ما يؤكد أن الجاني دخل بصورة طبيعية وأنه من المترددين عليها، لأنها بعد سفر زوجها للعمل في الخارج التزمت البقاء بشقتها لا تستقبل أي شخص غريب وحريصة دائماً في تعاملاتها مع الآخرين، كما ثبت من المعاينة وجود بعثرة في محتويات الشقة وكسر في أحد أبواب الخزانة، لكن الفاعل لم يسرق شيئاً فقد تم العثور على المصوغات الذهبية والمبالغ المالية الخاصة بالمجني عليها. تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وتحديد شخصية المجرم كما قام خبراء الأدلة الجنائية برفع البصمات من مسرح الجريمة، وقام فريق البحث بفحص علاقة المجني عليها بالجيران والأقارب والمترددين عليها وفحص العناصر الخطرة في المنطقة. وبعد جهود مكثفة على مدى 20 يوماً توصلت التحريات إلى أن مرتكب الواقعة هو عماد مراد منصور (21 سنة)، نجل شقيقة زوج المجني عليها بغرض سرقتها، خاصة بعدما شاهده أحد الجيران بالقرب من المنزل يوم الحادث، وأظهرت التحريات أن عماد ضحية للتفكك الأسري، فقد نشبت المشاكل بين والديه منذ اليوم الأول لزواجهما ولم تنته، وبعد عام واحد من زواجهما رزقهما الله بطفلهما الأول والوحيد عماد الذي أصبح عبئاً ثقيلاً عليهما ولم يكن أمامهما إلا أبغض الحلال عند الله وتم الطلاق، ولم يكن عمر عماد وقت الطلاق قد تعدى السنوات الخمس، ومع ذلك فقد تنصل كل منهما من مسؤوليته تجاهه حيث تزوج كل منهما مرة أخرى، وأخذ الطفل عماد يتنقل بين منزل والده ومنزل والدته ولا يجد ترحيباً في أي منهما، ولم يجد الطفل من يحتضنه سوى خاله الذي كان يشعر بالذنب تجاه الطفل، نظراً لأن والد الطفل كان صديقاً له وهو الذي أجبر شقيقته (والدة الطفل) على الموافقة عليه عندما تقدم يطلب يدها باعتباره شقيقها الأكبر والوحيد رغم أنها أعلنت عن عدم ارتياحها تجاهه منذ البداية، وانتقل الحنان على الطفل إلى قلبسناء زوجة الخال وهي المجني عليها، وكان من الطبيعي أن ينعكس أثر هذه الظروف السيئة على تحصيل الطفل العلمي ولم يجد سوى بعض الأعمال الوضيعة، وعلى الرغم أن خاله كان قد سافر للعمل في إحدى الدول العربية واصلت زوجة خاله عطفها عليه ومساعدته. بعد حوالي أسبوع من البحث تم القبض على عماد مختبئاً في منزل أحد أصدقائه، وفي البداية حاول الإنكار وادعى عدم صلته بالحادث لكنه عجز عن إثبات صحة ادعائه وبتضييق الخناق عليه، انهار واعترف تفصيلياً بارتكاب الجريمة. وفي البداية قال إنه يشعر بعذاب الضمير، وأن صورة زوجة خاله لا تفارقه ليلاً أو نهاراً، وأضاف أنه تعرض لأزمة مالية عندما تراكمت عليه أجرة الحجرة التي يقيم فيها على سطح إحدى العمارات وأصبح مهدداً بالطرد فلجأ إلى زوجة خاله واقترض منها لأول مرة مبلغاً كبيراً وسدد الإيجار المتأخر وتكرر اقتراضه منها، وكان يظن أنها لن تطالبه بسداد هذه القروض، خاصة وأنها لم تتوقف عن المساعدات المالية التي تعطيها له، لكنه فوجئ بها تطالبه بالسداد فطلب منها مهلة قصيرة وبالطبع مر الوقت من دون أن يستطيع تدبير أي جزء ولو بسيط من المبلغ المطلوب، وطوال هذا الوقت كان يفكر بحثاً عن طريقة يحصل بها على النقود، لكن بلا جدوى، وفي النهاية تملك منه الشيطان وقاده التفكير إلى التخلص من زوجة خاله والحصول على مصوغاتها الذهبية، إضافة إلى مبلغ كبير من المال يعلم أنها تحتفظ به للطوارئ، ليستطيع بعد أن تهدأ الأمور أن يقيم مشروعاً يغير مسار حياته. توجه لزيارة زوجة خاله الساعة التاسعة صباحاً، حيث تكون بمفردها بعد ذهاب طفليها إلى المدرسة وفتحت له الباب واستقبلته بحفاوة كعادتها وسألته عن أحواله ، وبعد أن أعدت له طعام الإفطار توجهت إلى المطبخ لإعداد الشاي فانتهز الفرصة وتناول عصا المكنسة وضربها على رأسها فسقطت على الأرض وفارقت الحياة على الفور، وبعدها قام بغسل الأطباق وتخلص من بقايا الطعام حتى لا يصل إليه أحد ثم بدأ في البحث عن النقود والمصوغات الذهبية، لكنه سمع أصواتاً خارج باب الشقة، فخاف من افتضاح أمره وبعدما توقفت الأصوات تسلل خارجاً من الشقة. أحيل المتهم إلى النيابة وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق بعد أن وجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.