حين نأمل ارتقاء المرأة في مجتمعاتنا إلى ما تستحقه من مرتبة اجتماعية وتنموية يكفل لها وجودها الطبيعي ضمن مكوّنات بناء الإنسان لا ضمن وسائل حمله وإنجابه فحسب، فإننا نأمل منهن أيضاً فهم طبيعة جنسهن وواجباتهن المنوطة بهن لا على سبيل التشريف بل على سبيل التكليف، إن المرحلة المقبلة تتطلب وجود المرأة إلى جانب الرجل في بناء هذه البلاد، بما يضمن لنا وللأجيال التي تلينا ما ننشده من استقرار وأمن وحُسن حياة، وحتى لا يُساء فهم صفة الوجود إلى جانب الرجال، فالذي أعنيه هو تحمّل الجوانب التي تقدر عليها النساء دون الرجال، وقد لا نستطيع حصر تلك الجوانب وبالغ أثرها وأهميتها التي لا تقتصر على دور تربية الأبناء، ولكننا نستطيع تخيّل المستقبل غير المشرق في حال إهمال المرأة أدوارها الأساسية بإرادتها أو إقصائها عن القيام بأدوارها الإنسانية والمجتمعية رغماً عنها. إن الإصلاح الذي ننشده لن يحصل لمحض صدفة ما لم نصلح أنفسنا ونعترف بخطايانا التي أدت بنا إلى حالة الترهل المجتمعي الحالية، وعسانا أن نتفق على أهمية تشخيص العلّة وعدم اعتبارها جلداً للذات أو إنكارا لها، بل حضورا إليها ومحاولة لتقويمها وتصحيحا لأخطائها، إن الرضا بما قسمه الله لنا من العبادات بالغة الأثر على الإنسان نفسه قبل محيطه ومجتمعه، لكن عدم السعي بمحض الإدارة إلى تحقيق الأفضل والأكبر للإنسان نفسه فذلك من المفاسد التي نعاني حصيلة ممارساتها لعقود مضت والأخطر من ذلك حينما نسعى إلى تعطيل الآخرين من تحقيق مساعيهم بعلمٍ أو بجهل منّا، ألا إن في المجتمع مضغة إن صلحت صلح المجتمع كله ألا إنها المرأة.