بمناسبة فتح معبر رفح للفلسطينيين والذي ينتهي غداً الخامس من يونيو حزيران ،أقول بمناسبة نكسة 67 إن أفضل ما قدمته مصر لفلسطين في هذه الذكرى الأليمة هو فتح المعابر للعالقين، لقد بات الحديث عن السلام المستحيل كما هو عن الحرب المستحيلة، ومن ثم فإن أفضل ما تقدمه مصر والعرب الآن لفلسطين والفلسطينيين هو نسمة هواء عربية نقية من نسمات الماضي القديم. وجاء في الخبر أن قرار فتح معبر رفح والذي بدأ الأربعاء وينتهي غداً شمل الحالات الإنسانية، والمرضى، والطلبة، وحملة التأشيرات للخارج.. والحق عندي أن الحالات كلها - حالات من عبروا ومن لم يعبروا إنسانية، والحق كذلك أن الفلسطينيين كلهم بالتفسير العالمي الدولي الواقعي مرضى بحبهم لبلادهم وبانتمائهم العربي رغم الوضع العربي! الحق عندي أن العابر ظل يئن وسيظل يئن طوال الوقت! هو يئن اذا حن! واذا استرجع أيامه من تيه الغربة أو تيه الوحدة.. هو مثل الدمعة والعين.. أو قل مثل الطائر والشجرة! لقد كان من بين العابرين أو من بين من سمحت لهم السلطات المصرية بالعبور..جثة فلسطيني من سكان غزة كان يعالج في القاهرة! فهل هناك أبلغ في التعبير عن حب الفلسطينيين لبلدهم أكثر وأوضح من هذا المشهد؟ الحب كالميلاد وكالموت لا يفقد بكارته أبداً ! من بين الفلسطينيين العابرين طفلة فلسطينية معبقة بزهر بيسان كانت تستنشق الأمل وجاءت تفوح برائحة الكرم وهي محملة بأقطاف الرمان.. والحق إنني وددت أن أقول لها: حذارِ يابنتي من أن يعلموك في الشرق أو في الغرب أو في أي وجهة أن من يسعَ الى شيء يصلْ الى عكسه، ومن يحاول الحصول على حقه يروح ضحية له! تلك يا صغيرتي مقولة زمن معدومي الضمير! قولي لهم مثلما قال خالك الذي عبرت جثته الى غزة في نفس ساعة عبورك: حب بلادي كالميلاد وكالموت ..! من بين العابرين أمس طلبة نابغون سيعودون يوماً علماء وأطباء ومهندسين ومعلمين ..هل أتاكم خبر المعلمة الفلسطينية حنان الحروب التي فازت بجائزة نوبل لأفضل معلم في العالم بعد منافسة حامية مع 8 آلاف مرشح من 148 دولة؟ من بين العابرين الشاب محمد عساف الذي فاز بأفضل مطرب عربي واعد وخرج لاستقباله الآلاف من أبناء غزة! ومن بينهم 5 أطفال كونوا تختاً شرقياً عربياً وفازوا بالباز الذهبي وفرقة أصايل التي فازت بجائزة الفنون الشعبية في مهرجان الشباب العربي بالاسكندرية. ويا أيتها الفرحة البنفسجية العابرة التي لم تغادرها أشعة الشمس العربية.. خذي زينتك وطلي،وستجدين قلوباً تردد النشيد بل النشيج الأبدي.. طريق واحد إلى فلسطين! sherif.kandil@al-madina.com