ذكر لي أحد المواطنين أنّ كثيراً من مشكلاتنا الخدمية (لا زالت) قائمة، رغم ما يُصرف عليها من المال العام، ويطلب مني الكتابة عنها!. حُباً وكرامة، سأكتب عنها ما حييت، لكن يجب الإشارة أنّ الكاتب لا يستطيع سوى الكتابة، ولا يستطيع تقديم أيّ ضمان لحلّ المشكلات، أو حتى تقديم خدمة ما بعد الكتابة عنها، مماثلةً لخدمة ما بعد البيع للبضائع التجارية، إلاّ ما شاء الله، ثمّ إلّا ما رغب المسؤول في حلّها!. عموماً، ليس هذا بيت القصيد هنا، فقد جلست أتأمّل استخدام المواطن لعبارة (لا زالت) دون أختها العبارة (ما زالت)!. ولا يعني كوني مهندساً، ضمن نظام الخدمة المدنية ، ألاّ أدلي بدلوي في مجال اللغة العربية، ولهذا أسمّي بالله وأقول إنّ كثيراً منّا يُخطئ في استخدام العبارتين في مكانهما الصحيح، فيضعون (لا زالت) مكان (ما زالت)، و(ما زالت) مكان (لا زالت)، بما لا يؤدّي الغرض الذي أفنى المسكين سيبويه عمره في تبيانه وتعليمه للناطقين بالضاد دون غيرهم من العالمين!. يرى ابن الأنباري في كتابه (الإنصاف) أنّ عبارة (ما زالت) تُستخدم في الإخبار عن الشيء، كأن يُقال مثلاً: (ما زالت) أزمة السكن موجودة، أو: (ما زالت) البطالة مرتفعة، أو (ما زالت) شوارع جدّة تغرق في شبر مطر، أمّا (لا زالت) فهي أقرب للاستخدام في الدعاء والرجاء منه للإخبار، كأن يُقال: (لا زالت) بدلات راتبك جيّدة، أي أدعو وأرجو لك أن تكون بدلات راتبك جيّدة، أو (لا زالت) ديونك بسيطة، أي أدعو وأرجو أن تكون ديونك بسيطة، أو (لا زالت) صحتك جيّدة، أي أدعو وأرجو أن تكون صحتك جيّدة، لا تحتاج لسرير في مستشفى يعتذر مسؤولوه لك بعدم توفره!. آتي للمواطن وقوله: (لا زالت بعض المشكلات الخدمية قائمة) وهذا خطأ فادح منه، فكأنه يقول: أدعو وأرجو أن تكون المشكلات الخدمية قائمة!!! لماذا يا أيها المواطن العزيز؟ هل تدعو على نفسك وترجو لها قيام المشكلات لا جلوسها؟ والأصح أن تقول (ما زالت بعض المشكلات الخدمية قائمة) بما فيها من إخبارٍ صحيحٍ عنها، راجياً حلّ كلّ مشكلاتك وهمومك!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :