×
محافظة المنطقة الشرقية

مصادر تنفي صحة التسجيل المنسوب للسفير السبهان حول الفلوجة وبريدة

صورة الخبر

من منا لا يعرف «جحا» تلك الشخصية المثيرة للضحك, والمتميزة بالغباء, والبلاهة, أكاد أجزم أن الكبار والصغار على حد سواء يعرفون تلك الشخصية فضلا عن رواية قصص مضحكة عنها. في هذا المقال سأحاول أن أسبر غور هذه الشخصية. يقول الميداني في معجم الأمثال: «هو رجل من فزارة كان يكنى أبا الغصن». ويقول ابن الجوزي: «ومنهم جحا, ويكنى أبا الغصن, وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء, إلا أنَّ الغالب عليه التغفيل, وقد قيل: إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات, والله أعلم». ويمكنني القول تعليقاً على ما سبق, إن شخصية جحا حقيقة لها هوية معروفة, فهو من بني فزارة, ويضيف ابن الجوزي أمراً عن جحا فيروي عن مكي بن إبراهيم أنه يقول: «رأيت جحا رجلاً كيساً ظريفاً, وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه, وكان له جيران... يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه». إذن هو شخصية حقيقية, ولكن القصص التي وضعت له قد تكون غير حقيقة أو بعضها على الأقل, كما يقول ابن الجوزي. أي أنه ليس غبياً, بل إن هذه القصص قد وضعت له من جيران له من قبيل المزاح. وأما العقاد, فيقول: «شيء ثابت كل الثبوت في أمر جحا, ذلك الشيء الثابت -قطعا- أنه لم يكن جحا واحداً ولا يمكن أن يكون». فالعقاد يقر بحقيقة شخصية جحا, ولكنه يصر على استحالة نسب كل هذه النوادر لشخص واحد, والأسباب في ذلك كثيرة منها: أن بعض تلك الحوادث قد وقع في عصر صدر الإسلام, وبعضها يتحدث عن أناس في عصر المنصور في العصر العباسي. وأضف إلى ذلك أن الشخصيات مختلفة فيما بينها, فتارة تجد النوادر تصور جحا على أنه غبي أبله, وتارة أخرى تصوره في غاية الحذق والذكاء. رأيي الشخصي أتفق تماماً مع قولهم إن شخصية جحا شخصية حقيقية, وأتفق مع الأستاذ العقاد في أن نسب هذه النوادر كلها لشخصية واحدة هو ضرب من المستحيل, وأتصور أن اسم «جحا» قد أصبح كما نقول في أيامنا هذه» ماركة عالمية, مثلها مثل بيربري, لويس فيتون, فيندي... فوجود اسم الماركة على سلعة ما كفيل بترويجها للمستهلكين, وكذلك الحال بالنسبة لاسم «جحا» فيكفيني أن أروي قصة أو فكاهة ما, وأنسبها لجحا لكي تروج وتنتشر بين الناس. في الختام اسم جحا ارتبط بالغباء والبله, وانتشر في شتى أصقاع الدنيا, مما جعل اسمه ماركة عالمية, فيكفي أن نؤلف طرفة ما, وننسبها لجحا لكي تروج بين الناس, أما حقيقة جحا الحقيقي, وما نسب إليه من النوادر والقصص, فهذه لا يمكن التكهن بها كلها, ولكن يمكنني القول إن كثيرا من القصص التي نسبت ونسجت عليه ليست صادرة منه, وأيضا قد يكون جحا شخصاً ذكياً حاذقاً, ولكن الإعلام في عصره شوه صورته, وأظهره بمظهر الغباء والبلاهة, وجرت بقية العصور على ذلك, فمن منا يملك الحقيقة؟! مقالات أخرى للكاتب عامل الدش حسين حتى على الموت لا أخلو من الحسد لا يرى أبعد من أرنبة أنفه المعنى الثاني لهذه الكلمة الجاهل عدو نفسه!