قبل أيام من الانتخابات التمهيدية لحزب «الجمهوريون» في فرنسا، أثارت العضو البارز في الحزب، نادين مورانو، استياء الكثير من أنصار الحزب المعارض، من خلال هجومها على الأجانب بتصريحات عنصرية. وفي لقاء مباشر على قناة محلية، قالت الوزيرة السابقة، إن الزائر لمحطة الشمال للقطارات، في باريس، «يشعر وكأنه في إفريقيا وليس في فرنسا!». وأصرت مورانو على موقفها بعد الحوار التلفزيوني، مؤكدة أن المحطة تظهر مدى الوجود المكثف للقادمين من القارة الإفريقية، «في الماضي كان يسكن في منطقتنا أربع عائلات فقط من أصول إفريقية، واحدة منها نشأت معها علاقة وطيدة، أما اليوم فالوضع تغير في الكثير من الأحياء الباريسية». وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها السياسية الفرنسية البارزة جدلاً في هذا السياق، ومع ذلك فهي تتبرأ من تهمة العنصرية قائلة: «أنا لست عنصرية ولديّ أصدقاء من أصول عربية، وأعز صديقاتي من تشاد». وتصر مورانو في تصريحاتها على أن فرنسا للبيض فقط، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في حزبها «الجمهوريون»، ودفع أعضاء فيه لمهاجمتها ودعوتها للاعتذار. ومع أنها تنتمي إلى يمين الوسط، إلا أن عداءها للأجانب يبقى في مقدمة أولوياتها. ويذكر أن مورانو وعدداً من المتعصبين في الأوساط السياسية الفرنسية، حذروا من زحف الأجانب على أوروبا، إثر فوز صادق خان بمنصب عمدة لندن، الشهر الماضي. وعلى الرغم من موقفه الحازم من المهاجرين، لا يوافق زعيم «الجمهوريون» والرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، النهج العدائي الذي تبنته العضو البارز في المعارضة الفرنسية. وقد تؤثر مثل هذه القضايا في أداء الحزب في وقت اشتد فيه التنافس بين أعضائه البارزين الراغبين في الترشح لرئاسة البلاد العام المقبل.