القاهرة: الخليج شدد أحمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، على ضرورة ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان، والعمل على تفعيل آلياتها، بما يؤسس للحفاظ على أمن وسلامة الأوطان واستقرارها. فيما أكدت الجامعة العربية، أن تعرض الدول العربية للتشكيك بشأن حقوق الإنسان، من شأنه أن يسيء إليها، ويؤثر على أمنها القومي. ودعا الجروان إلى بناء مجتمعات قوية تستطيع أن تواجه التحديات، وذلك عن طريق تربية الأجيال على احترام حقوق الإنسان، وتنمية شعورها بواجباتها تجاه الوطن والمجتمع، وخلق وتفعيل الآليات الوطنية الخاصة بمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان، بما يدرأ أي تدخلات دولية قد تخدم أجندات أو غايات سياسية أو مشاريع ممنهجة، تستهدف أمن واستقرار المنطقة، تحت شعار الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان. وقال الجروان أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الآليات العربية لحقوق الإنسان والأمن القومي العربي، الذي نظمه أمس البرلمان العربي والفدرالية العربية لحقوق الإنسان: إن البرلمان يضطلع بدور كبير في تعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل سبل التعاون العربي في مجال تعزيز قضايا حقوق الإنسان، لافتاً إلى أن ما يحدث في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، يأتي على رأس اهتماماتنا بحقوق الإنسان، باعتباره يشكل القضية المحورية للأمن القومي العربي، والعنوان الصارخ لانتهاك حقوق الإنسان من قبل عصابات الاحتلال، ضد أشقائنا العرب الفلسطينيين، من قتل علني يشاهده العالم على شاشات التلفاز، وهو صامت، ولايزال يحابي الاحتلال الصهيوني رغم الجرائم التي يرتكبها. وقال: إن الحل العادل للقضية الفلسطينية، هو مفتاح ضمان العدل والأمن والاستقرار في المنطقة، بل والعالم أجمع، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتفعيل القرارات الدولية والقانون الدولي، والتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة. وأشار الجروان إلى أن ما يعانيه الأشقاء السوريون يعد من أولويات البرلمان العربي، مشيراً إلى أن هناك ما يربو على 12 مليون لاجئ سوري، يواجهون أوضاعاً إنسانية متدهورة، وهو ما يستوجب التنسيق والتعاون بشأن التحرك الإقليمي والدولي لضمان الحماية القانونية والإنسانية لهم. وحذر السفير خليل الذوادي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الأمن القومي العربي بالجامعة العربية، من أن تعرض الدول العربية للتشكيك بشأن حقوق الإنسان، من شأنه أن يسيء إليها ويؤثر على أمنها القومي. ودعا الذوادي، أمس، خلال مؤتمر الآليات العربية لحقوق الإنسان والأمن القومي العربي، إلى ضرورة التصدي لحملات التشكيك بشأن حالة حقوق الإنسان في الدول العربية، من خلال الدراسات والإحصاءات التي تعكس جهود مختلف الجهات في الدول العربية لضمان حقوق الإنسان. وأوضح أن من أهم مقومات الأمن القومي العربي، التعاون بين الدول الأعضاء في مختلف الشؤون، التي تمس الأمة العربية، مؤكداً ضرورة التنسيق المتكامل بين الدول العربية الأعضاء في المحافل الدولية عند مناقشة تقارير الدول. ودعا الذوادي إلى تضافر الجهود العربية، من خلال الجمعيات والمؤسسات والجهات الحكومية في الدول العربية، بهدف الوصول إلى مواقف ثابتة بشأن أوضاع حقوق الإنسان، مؤكداً دور البرلمانات العربية، سواء من خلال الاتحاد الدولي للبرلمان أو الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد الإفريقي، مشدداً على أن ما يمس أي دولة عربية، يمس جميع الدول العربية من دون استثناء. وأشار الذوادي إلى أن الجامعة العربية أخذت على عاتقها نشر ثقافة حقوق الإنسان، واستحداث وتطوير آليات تعمل على تعزيز واحترام وحماية حقوق الإنسان، وتتعاون على الصعيد الدولي مع العديد من الجهات الدولية في هذا المجال، داعياً إلى ضرورة تفعيل الآليات الإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان، بما يعزز الأمن القومي العربي. شارك وفد الشعبة البرلمانية بالمجلس الوطني الاتحادي في أعمال المؤتمر. وضم الوفد كلاً من جاسم النقبي نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي، وخليفة المزروعي رئيس لجنة حقوق الإنسان في المجلس الوطني الاتحادي، ومطر الشامسي عضو المجلس الوطني الاتحادي. وقال النقبي - في مداخلة له خلال جلسات المؤتمر - إذا أردنا النهوض بالدول العربية لا بد لنا أولاً أن نبني الإنسان لأنه هو أساس الدول والشعوب العربية.. ولكي تنهض الدول العربية نهضة الرجل الصالح الذي يخشى من صحوته ، لا بد أن نحترم الإنسان وحقوقه الأولية كالحق في الحياة والعيش الكريم وصون الكرامة. وأضاف أن أهم مبدأ في حقوق الإنسان هو صون كرامته ، وإذا أردت أن تدمر إنساناً دمر كرامته فلا يكون هناك إنسان سوي بلا كرامة.. واختتم مداخلته بالتأكيد على أن وجود الأمن يعني وجود الحياة واستقرارها.