×
محافظة مكة المكرمة

«البسامي الدولية» تضخ 10 ملايين ريال في سوق النقل

صورة الخبر

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، إن «القراءة والإبداع عنوانان رئيسان لتقدم الأمم والشعوب، وإن الارتباط الوثيق بين القراءة والكتابة يجعلهما بمثابة وجهين لعملة واحدة في دائرة الإنتاج المعرفي عموماً، والثقافي بصفة خاصة». شعارات برَّاقة قال الدكتور حبيب الصايغ إن وزارة التربية والتعليم خصوصاً هي المعنية بشكل أكبر من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بصياغة استراتيجية وطنية تحرض على القراءة، لارتباطها الوثيق بعملية التعلم. وتابع: «هناك شعارات برّاقة ومفرغة، مضمونها هو ما يعظم الخطر الكبير الذي يتهدد واقع ومستقبل اللغة العربية لدى أبنائنا وأحفادنا». وتابع: «سيتفاقم هذا الخطر، لأن إجادة العربية ليست شرطاً في عملية التعلم، وليست شرطاً في سوق العمل، ويجب أن يكون انفتاحنا على تعلم اللغات الأخرى ليس على حساب لغتنا الأم». وأكد الصايغ دعوته إلى وجود اشتراطات لجودة المؤلفات التي يسمح لها بالنشر من خلال مسؤولية المجلس الوطني للإعلام، تجنباً لما سماه «فوضى النشر». النشر للجميع رفع الناشر جمال الشحي شعار «النشر للجميع»، مؤكداً أن وجود بعض الأخطاء في تجارب تتعلق بدور نشر إماراتية زلات لا يمكن تعميمها على جميع دور النشر. وحذر الشحي من الدعوات التي تطالب بفرض رقابة على ما يتم نشره. قائلاً «أتعجب من أن البعض يريد القيام بدور الجمهور، الذي يجب أن يكون الناقد الأول». وأكد سموه، خلال افتتاح ملتقى إنتاج المعرفة، تحت شعار «مستقبل التأليف والنشر»، الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ضمن فعاليات الموسم الثقافي والاحتفاء بـ2016 عاماً للقراءة، أمس، في فندق «حياة ريجنسي» في دبي، في على ضرورة الاهتمام بالمبدعين الشباب، ودعم مبادراتهم في الكتابة والتأليف، مؤكداً أن الشباب هم قوة الدفع الإيجابية لتعزيز القراءة والكتابة بين أسرهم وفي المجتمع. وحظي تكريم نخبة من المؤلفين الشباب بتشجيع لافت من حضور الملتقى، الذين تقدمهم نخبة من المثقفين والمسؤولين، منهم الأديب محمد المر، ورئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، ومنى البحر عضو المجلس الاتحادي، وعبدالغفار حسين، وغيرهم. وجاءت الجلسة النقاشية الأولى ساخنة وعاصفة من خلال تضمينها آراء ووجهات نظر مختلفة حول قضايا التأليف والنشر، تحت عنوان «الإنتاج الفكري والمعرفي.. الواقع والرؤى». أدارت هذه الجلسة الإعلامية بروين حبيب، وجمعت بين كل من الدكتور حبيب الصايغ، باعتبار تجربته الإبداعية المتميزة، والدكتورة لطيفة النجار، التي تحدثت بخلفية الناشرة، وجمال الشحي، الذي تحدث أيضاً من منظور الناشر. وتباينت رؤى الصايغ والنجار من جهة، والشحي من جهة أخرى في أكثر من محور نقاشي، لاسيما في ما يتعلق بحدود حرية الناشر، ومضمون النشر، حيث شدد الصايغ على وجوب التصدي للفوضى الكبيرة التي بات يشهدها قطاع النشر حالياً، على نحو أدى إلى شيوع الكثير من المؤلفات التي لا تحمل قيمة فنية أو معرفية حقيقية. وفيما أيدت لطيفة النجار دعوة الصايغ، رأى الشحي أن «النشر للجميع»، ولا يمكن فرض وصاية على الناشر في خياراته، باعتبارها وصاية ترقى إلى الدور الرقابي، مؤكداً أن معظم الدول المتقدمة تلعب فيها دور النشر الخاصة الدور الرئيس في هذا القطاع. وأضاف الشحي: «هناك أخطاء في مجال النشر وقع فيها البعض، ولا يمكن تعميمها، وتجربة الإمارات في الانفتاح على النشر مرت بها مختلف دول العالم». وطالب الشحي بالحديث عن حقوق الناشر والموزع، في مقابل الدعاوى الكثيرة للحديث عن حقوق المؤلف. وشدد الصايغ أيضاً على جوهرية دور التعليم في المعرفة والقراءة والإبداع عموماً، مستغرباً التركيز على دور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في ما يتعلق بعام القراءة ومختلف الاستراتيجيات المرتبطة به، وإغفال دور التعليم والمعلم، الذي يجب أن يأتي في صدارة الأولويات في هذا الشأن. ولفت الصايغ إلى أهمية دور اللغة في هذا المجال، محذراً من استمرار إهمال اللغة، وشيوع الشعارات البراقة التي لا تتحول إلى استراتيجيات، ومن أن هذا الأمر سينتج أبناء وأحفاداً غير قادرين على ممارسة لغتهم، قراءةً وكتابةً، مضيفاً: «من لا يجيد لغته لا يمكن أن يكون منتجاً حقيقياً، سواء كان هذا الإنتاج معرفياً أو غير ذلك». وأكدت لطيفة النجار أنه «بالفعل القراءة يجب أن تكون للجميع، لكن في المقابل للنشر ضوابط وأسس وتقاليد يجب أن تحترم، وإلا تحول النتاج المعرفي إلى فوضى». وأضافت: «نعم نريد لأبنائنا أن يكونوا كتاباً، بشرط أن يكونوا متميزين فيما يكتبونه، ويجب ألا يخرج كتاب باسم الإمارات إلا وهو جدير بذلك، لهذا فالبعض يعتبرني صارمة أكثر مما ينبغي في شروط ما أجيز نشره، لكنني أفضّل ذلك عن أن أسهم في خروج كتاب لا يحقق البناء الجيد في اللغة والبناء والشكل والمضمون». وفي كلمته التي ألقاها في افتتاحية الملتقى، قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن هذا الملتقى الثاني للثقافة والمعرفة، يهدف إلى مناقشة عناصر هذا الدور، وبالتحديد في مجال إعداد خطة وطنية، لتوفير مواد معرفية شيقة، تناسب احتياجات القراء، مع نشر هذه المواد، وتوزيعها، بكل الوسائل والوسائط المتاحة، إضافة إلى تشجيع الكتاب والمؤلفين، خصوصاً الشباب منهم، على الإنتاج الفكري المبدع، مرحباً بحضور ومشاركة الشباب، الذين فازوا في مسابقة إبداعات شابة. وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى عدد من المحاور، التي ينطلق منها عمل الوزارة، في مجال أن تصبح القراءة سلوكاً مجتمعياً مهماً، الأول هو أن نجاح الاهتمام بالقراءة يتطلب الاهتمام بكل المهارات اللغوية الأخرى، وبالذات مهارات الكتابة والتدوين والتأليف، كما يتطلب توافر أعداد كافية من الكتب والمؤلفات، التي تناسب اهتمامات القراء بجانب حركة تأليف نشطة. والثاني أن المجتمع بكل أفراده ومؤسساته مسؤول عن نشر عادة القراءة، في كل الأماكن، وعلى كل المستويات في المدارس والجامعات، وفي مواقع العمل، وفي المرافق العامة، وفي البيوت. أما الثالث فهو مرتبط بمراعاة أن المواد المقروءة في هذا العصر تأخذ أشكالاً مختلفة جديدة ومبتكرة. أما الرابع فيرتبط بالتحديات التي تواجه مجتمع الإمارات والعالم العربي عموماً، وتتمثل في انخفاض معدلات الإقبال على القراءة، ومعدلات التأليف والترجمة والنشر، عن المستويات العالمية المنشودة. وأكد الشيخ نهيان بن مبارك أن المحور الخامس يتطلب الأخذ ببرامج ومبادرات تحقق الاستمرارية والاستدامة في الجهد، والفاعلية في الأثر. واختتم الملتقى بجلسة تحت عنوان «تجارب إبداعية ملهمة: إعداد المؤلفين الشباب»، أدارها الإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي، ويشارك فيها كل من الدكتور حمد الحمادي، والكاتبة إيمان اليوسف، والكاتب ياسر النيادي، والكاتبة لولوة المنصوري.