الشعور بالاكتفاء يمنحك القوة والغنى فلا حاجة لك أن تلهث خلف ما تريد، هل تستطيع أن تعيش الاكتفاء رغما عما ينقصك؟ نعم، ويكون ذلك بدخولك حالة تساوي كفتي ميزانك، حتى وإن كانت إحداهما خالية! إن حالة التساوي هي نفسية شعورية تخرجك من الضغط الذي يسببه لك احتياجك لشيء ما، وهي حالة تمنحك القوة فلا يضعفك احتياجك، وفي حال تعلمت فن انتقالك لها ستعيش اللحظة الآنية بكل الهدوء، فما هي حالة التساوي؟ هي حالة تتساوى فيها طرفا المعادلة رغم أن أحد الأطراف فارغ مما ترغب والطرف الآخر هو حصولك على رغبتك، وبمعنى آخر أن يتساوى لديك الرغبة في الشيء وعدم حصولك عليه، هي حالة من التحرر العميق من أي ارتباط تعلقي، وهي حالة تجعلك متزن فلا تنهار عند الخسارة، هي حالة من الغنى الدائم فلا فقر ولا احتياج لأي شيء. هي حالة تجعلك تسعى لكل ما ترغب دون مشاعر الخوف أو القلق، هي حالة من الاستمتاع أثناء سعيك لتحقيق طموحك دون ضغوطات، هي نوع من التسامح مع الذات وعدم القسوة عليها، تخرجك من الأحزان والآلام إن لم تحصل على ما ترغب، التساوي لا يهدد سعادتك أو طمأنينتك، هي حالة تجعلك تكسر كل قيود البرمجة التي قد يحاسبك عليها المجتمع أو يروجها الإعلام. التساوي يعني أن يتساوى في داخل فكرك ومشاعرك حصولك على ما تريد أو عدم حصولك عليه، تتخيل فيها حصولك على كل ما تريد وكيف ستكون وأيضا تتخيل عدم حصولك على ما تريد وكيف أن حياتك لم تنته بل تستمر وفي أروع صورة. ولا يعني هذا أنك لن تسعى نحو ما تطمح له، ولكنها حالة نفسية تحصنك من أي اضطراب أو صراع في أثناء سعيك أو في حالة عدم حصولك على ما ترغب. هي حالة نفسية تهذب بها ذاتك فيملئ الجانب الفارغ من المعادلة بالتسليم والرضا إلى أن يملئ في وقت لاحق بما يرضيك. صباح باخشوين