تتجه أنظار أسواق النفط الى فيينا حيث تعقد المنظمة إجتماعها الدوري الذي يشارك فيه لأول مرة وزير الطاقة السعودي الجديد خالد الفالح في ظل إهتمام السوق في إكتشاف مدى تمسك المملكة العربية السعودية بالمنظمة ودورها على الساحة النفطية الدولية في ظل الخلافات التي تعصف بين أعضائها خصوصا بين السعودية ودول الخليج العربي الأخرى من ناحية وإيران العضو في المنظمة من ناحية ثانية. وكانت شائعات تمّ تداولها الأربعاء نقلا عن أربعة مصادر في أوبك رجحت أن تناقش المنظمة وضع سقف لإنتاج النفط خلال اجتماعها قد إنعكست على الأسعار التي عاودت الصعود في أواخر الجلسة الأميركية بعدما كانت متراجعة طوال اليوم، وتابع النفط صعوده الخميس حيث قفز برنت مجددا فوق مستوى 50 دولارا للبرميل الذي لامسه الاسبوع الماضي لبعض الوقت. أما خام نايمكس فيتم تداوله في بداية الجلسة الاوروبية عند 29.26 دولارا للبرميل. وترى مصادر من أوبك أن هناك حاجة لوضع سقف للإنتاج يفوق كثيرا 30 مليون برميل يوميا وقد يتطلب الأمر إجراء مباحثات طويلة، لكن غالبية المتعاملين في السوق تشكك في إمكانية التوصل لمثل هذا الاتفاق في ظل إصرار إيران عضو أوبك على إعادة صادراتها من النفط الخام إلى مستوى ما قبل العقوبات، وبدلا من ذلك يتوقع محللون أن يركز أعضاء المنظمة على الدفاع عن حصصهم السوقية. وفي هذا السياق قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه من فيينا أنّ أوبك لم تفعل شيئا حتى الآن ووضع سقف للإنتاج لا يفيدنا، وذلك في إشارة الى أنّ إيران التي حالت دون التوصل الى إتفاق تجميد الانتاج في الدوحة في فبراير بعد إصرار السعودية على ضرورة مشاركتها في أي إتفاق يعقد بين المنتجين لن توافق اليوم أيضا على الدخول في إتفاق لوضع سقف للانتاج يحول دون تحقيق طموحاتها بالعودة بانتاجها الى مستوياتها السابقة قبل فرض العقوبات عليها وهو ما تطمح طهران لتحقيقه قبل نهاية 2016. وتابع الوزير الايراني: إن طهران لن تؤيد وضع سقف جديد للإنتاج وإنها تريد أن يركز النقاش على فكرة تخصيص حصة إنتاج لكل دولة من الدول الأعضاء لكنه إعتبر أن لا إمكانية للتوصل لاتفاق على ذلك في هذا الاجتماع. وتنتج أوبك حاليا نحو 32.5 مليون برميل يوميا وإذا وضعت المنظمة أي سقف دون هذا المستوى فإنه سيمثل خفضا فعليا للإنتاج، فيما تنتج إيران 3.8 ملايين برميل يوميا وسيصل إنتاجها قريبا إلى مستواه قبل فرض العقوبات البالغ أربعة ملايين برميل يوميا كما أكد زنغنه.