×
محافظة المنطقة الشرقية

«فيس بوك» تعلن عن نظام الذكاء الصناعي القادر على فهم الكتابة

صورة الخبر

تأخذ جين بوند أطفالها الثلاثة إلى المدرسة صباح كل يوم، وتعود بهم إلى البيت بعد الظهر. تطهو لهم ولزوجها. تغسل ملابسهم، تجلي الصحون، ترتّب الغرف، وتكوي الملابس. ليس هذا فقط، بل إنها تُشرف على الفروض المدرسية لأطفالها وتبح صوتها وهي تعلّمهم، وتأخذهم للقيام بنشاطاتهم الرياضية الأسبوعية، مثل لعب كرة القدم أو مزاولة السباحة، أو تلقي دروس خصوصية في الموسيقى. حياة جين، الأربعينية، تبدو ممتلئة حتى الثمالة، بل إنها ككوب ماء بلغ حده الأقصى: قطرة واحدة زيادة ويفيض. لكن إذا كانت هذه هي حال جين، فهل يُعقل أن هناك مؤسسة ما يمكن أن تقبل بتوظيفها، أو أنها هي نفسها قادرة على إيجاد وقت للعمل؟ الجواب: نعم. بل إن هناك مؤسسات تبحث تحديداً عن هذا النوع من النساء. إنها أجهزة الاستخبارات البريطانية التي أطلقت منذ العام الماضي حملة واسعة لتجنيد «النساء الأمهات» اللواتي بتن في منتصف العمر ولا يمكن أن يثرن أي شبهات في كونهن جاسوسات، يعملن في الحقيقة في خدمة حكومة «صاحبة الجلالة». وظهرت هذه الرغبة في تجنيد «الأمهات الجاسوسات» للمرة الأولى العام الماضي عندما نشر جهاز الأمن (أم آي 5)، المكلّف مكافحة التجسس والإرهاب، إعلاناً في موقع شبكة «ممز نت» (شبكة الأمهات) يعلن عن وظائف شاغرة لديه، قبل أن يتبعه هذا العام جهاز الاستخبارات الخارجية (أم آي 6) ووكالة التنصّت الحكومية «جي سي أتش كيو»، وهي ثالث أجهزة الاستخبارات البريطانية. وأثار نشر الإعلانات على «ممز نت» نقاشات حامية بين المشتركين في الشبكة وعددهم لا يقل عن مليون مشترك. فقد قال بعض النسوة إنهن بالتأكيد سيتقدمّن لشغل الوظائف المعروضة في الإعلانات، لأن مجرّد أن تكون المرأة أماً تقوم بأعمال البيت وتهتم بأسرتها و»تروّض» زوجها فإنها تكون بلا شك قادرة على القيام بأي مهة يمكن أن توكل إليها. لكن أخريات كتبن بتهّكم إنهن لن يقبلن وظيفة الجاسوسة «سوى إذا قُدّم معها دانيال كريغ» الممثل المفتول العضلات الذي يلعب دور الجاسوس جيمس بوند في سلسة الأفلام السينمائية الشهيرة. وبغض النظر عن الجدية أو الهذر في التعليقات على إعلانات التوظيف في «ممز نت»، فإن حملة تجنيد «الأم الجاسوسة» التي بات يُطلق عليها في بريطانيا اسم «جين بوند» (على وزن جيمس بوند) قد بدأت تؤتــي ثمــارها كما يــبدو. إذ أعلنت وكالات الاستخبارات الثلاث الأسبوع الماضي إنها تعمل بالفعل على تعزيز العنصر النسوي في صفوفها، وتحديداً من خلال استقطاب النساء اللواتي بلغن منتصف العمر. وأخذ جهاز «أم آي5» الدور الريادي في هذا المجال، إذ قال إنه يهدف إلى أن تكون نــسبة النساء في صفوف عملائه 45 في المئة بحلول العام 2021، بعدما كان العنصر الذكوري هو المهيمن على صفوف جواسيسه منذ تأسيس الجهاز في مطلع القرن الـ 20. ويأتي تركيز أجهزة الاستخبارات الثلاثة على تجنيد مزيد من النساء استجابة لتوصيات لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان البريطاني التي أعلنت في آذار (مارس) العام الماضي إن النساء اللواتي يشكلن نصف سكان بريطانيا لا يشكلن سوى 37 في المئة من صفوف موظفي الوكالات الأمنية، كما أن نسبتهن تنخفض إلى 19 في المئة فقط من المناصب العليا في هذه الوكالات. ولتسهيل تجنيد النساء الأمهات، كـ «جين بوند»، اضطرت أجهزة الاستخبارات إلى اعتماد نظام عمل «مرن» للأمهات والآباء المضطرين للاعتناء بأطفالهم، والسماح للنساء بالعودة لشغل مناصب العمل السابقة بعد انتهاء إجازة أمومة. كما لجأت وكالة التنصّت الحكومية «جي سي أتش كيو» إلى إلغاء شرط الحصول على شهادة جامعية لموظفيها الجدد، بهدف تشجيع النساء اللواتي لم يتخرّجن من الجامعات على التقدّم للعمل في مجال الاستخبارات. وتنبّه إعلانات التوظيف لأجهزة الاستخبارات المختلفة على أهمية «السرية»، وتلفت نظر النساء الراغبات في التقدّم إلى العمل إلى ضرورة عدم مفاتحة أحد بهذا الأمر سوى شخص واحد من العائلة يُفترض أن يكون الزوج. لكن في حال تمكنت المرأة فعلاً من كتمان سرها هذا، فما الذي يضمن أن يضبط الزوج لســانه أيــضاً ولا يــنشر حـقيقة أن «زوجتي جاسـوسة» أمام رفاقه وجيرانه في الحي؟