أكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، أن أي سياسة تريد تحويل الحج عن مجراه الصحيح تعد سياسة إجرامية وتوجه سيئ، يريد إثارة الفوضى ونشر الجهل في الحجاج أو الاعتداء وتفريق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا فكل هذا مرفوض في الإسلام الذي جعل الحج عبادة وطاعة لا منبر للجاهلية ونشر البدع أو السياسات، ولكن محل للطاعة وعبادة الله، ولذا يباهي الله تعالى بأهل الموقف أهل العبادة والطاعة، وفقا لـ"واس". وقال في حديث له أمس خلاله برنامجه الأسبوعي "ينابيع الفتوى" الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة إن المسلم إذا تأمل نسك الحج علم أن هذا الركن العظيم إنما شرع لإقامة ذكر الله وتوحيد الله وإخلاص الدين لله، فكل الآيات تدل على أن الحج عبادة خالصة لله لتوحيده وإخلاص الدين له وليس لتسييسه واستغلاله للمطامع الشخصية وإنما هو طاعة لرب العالمين جل وعلا. وأشار إلى أن من أراد فرض باطله وضلاله بين المسلمين فلا مكان له، ولقد سبقت أفعال سيئة في المسجد الحرام من مثل هذه الطوائف التي لا تراعي حرمة البيت والبلد الحرام والفريضة العظيمة فأوائلهم هم الذين قتلوا الحجاج في يوم الثامن من ذي الحجة وسرقوا الحجر الأسود واقتلعوه معهم 22 سنة حتى رده الله إلى مكانه، فأسلافهم لهم شر في ذلك وخلفهم تابع لسلفهم في هذا السلوك السيئ المرفوض لتسييس الحج بأي وجه كان فهذا لا يجوز. وأوضح مفتي عام المملكة أن الدولة السعودية مؤتمنة على البيت الحرام، الله خولها هذه الولاية وخدمة الحرمين الشريفين التي توليها أهمية فوق كل شيء، وللدولة أن تضع من التنظيمات التي تحفظ الحجاج وتيسر أداء العبادة بكل يسر وأمن وسهولة ما تراه مناسبا، والسمع والطاعة واجبة لهم في ذلك، ومن أراد سوى هذا فمردود قوله ولا يصغى إليه، مع التأكيد على أن الحج مفتوح بابه لكل حاج كما وقعت جميع الدول الإسلامية والتزمت به. وأضاف: لقد كان قريش في جاهليتهم لا يقفون بعرفة يقولون نحن أهل الحرم نقف بمزدلفة ومنى ولا نأتي عرفة فأنزل الله (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله) فأمرهم الله أن يسلكوا سبيل المؤمنين مع الناس ولا يسلكوا سبيلا غيرهم فيلتزموا الوقوف بعرفة ويبيتوا بمزدلفة فيكونوا سواء في هذا النسك، لا فرق بين قرشي وغيره". وذكر آل الشيخ أن الحج طاعة لله، وأنه شهود منافع من التحام الكلمة ووحدة الصف، واجتماع الرأي والقيام بطاعة الله وتآلف المسلمين وتلاقيهم من أقطار الدنيا يلتقون للتفاهم والتشاور والتعاون على مصالح دينهم ودنياهم، وشرع الحج ليربط المسلمين برابطة قوية، رابطة الإيمان وأخوة الإسلام من آسيا وأوروبا وإفريقيا تجمعهم رابطة الإسلام جاءوا لذكر الله وتعظيم شعائر الله. وأفاد بأن من شذ عن الأمة ورفض ذلك فلا مكان له وكفى الله الأمة شره ولا مكن الله له، داعيا الله تعالى أن يحرس السعودية من كل سوء ومكروه ويحفظ قيادتها التي تبذل وسعها في خدمة الحرمين الشريفين وحمايتها.