كشفت وزارة تنمية المجتمع عن تنظيم دورات تدريبية لذوي المعاقين، المسجلين في مراكز التأهيل التابعة لها على مستوى الدولة، لضمان قدرتهم على استكمال البرامج التأهيلية التي يخضع لها أبناؤهم خلال فترات الإجازة الدراسية. وأفادت مدير إدارة تأهيل ورعاية المعاقين، وفاء بن سليمان، بأن «نظام عمل المراكز يخضع لآلية الإجازات الدراسية، ما يعني وجود ثلاث إجازات على مدار العام، هي: إجازتا الفصلين الأول والثاني، وإجازة نهاية العام»، وتابعت أن «الإشكالية هنا أن التعامل مع حالات الإعاقة بشكل عام، وفئات محددة منها بشكل خاص، يحتاج إلى متابعة دائمة لضمان تقدم مستوى الحالة، لذا كانت هناك ضرورة لتأهيل المتعاملين المباشرين مع حالات الإعاقة خارج المراكز». وأوضحت بن سليمان أن «التدريب يشمل عناصر عدة، في مقدمتها توضيح طبيعة الإعاقة ومفهومها، وآليات التعامل معها، وتحديد البنود التي نضمن من خلالها الحفاظ على تقدم مستوى تأهيل الحالة، على أن تخضع الحالة، عند عودتها من الإجازة إلى المركز، للتقييم، وبيان مدى النجاح في تحقيق أهداف التدريب». وأشارت إلى أن «إعداد أولياء الأمور للتعامل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة، خلال فترات الإجازة الدراسية، يشمل أساسيات التعامل مع المعاقين بشكل عام، إضافة إلى الأساسيات التي تخص كل فئة من فئات الإعاقة، وما يختص بطبيعة حالة كل معاق، بشكل يضمن تحقيق الهدف المرجو من التدريب والإعداد». ولفتت بن سليمان إلى أن «الوزارة تعمل عبر مبادرات وخطط عدة لتأهيل أولياء الأمور وتدريبهم على كيفية التعامل مع أبنائهم المعاقين، ومن هذه المبادرات تطبيق (نمو) الذي أطلق مطلع العام الجاري، ويستهدف أولياء الأمور كافة، الذين لديهم شكوك في إعاقة أطفالهم، خصوصاً حالات التوحد، إذ يضم التطبيق مجموعة من المؤشرات والأسئلة التي يجيب عنها ولي الأمر عبر ملاحظته اليومية لطفله، وبناء على إجاباته يحدد له التطبيق حالة الطفل، وهل هو معاق فعلاً أم أن الأمر طبيعي، وفي حال إعاقة الطفل يسمح له بالتواصل مع إدارة التأهيل والرعاية لتقييم حالته، ويرشد إلى أفضل الطرق للتعامل معه، لضمان تحسين حالته نوعاً من التدخل المبكر للحالة». وأكدت بن سليمان تنظيم ورش عمل وتدريب بالتعاون مع جهات عدة في الدولة، تستهدف، على نحو خاص، أمهات ذوي الإعاقة. وقالت إن الفترة الماضية شهدت تدريب عدد من أمهات المصابين بالتوحد، على أفضل طرق التعامل مع أطفالهن، عبر استخدام القصص القصيرة، وطرق التعليم المختلفة، التي تسهم بشكل كبير في تطور حالة المعاق، وتزيد من قدرته على الاندماج في المجتمع. واعتبرت أن «هذا النوع من التدريب والمبادرات التي تطلقها الوزارة، يسهم بشكل كبير في كسر حاجز الخجل الاجتماعي لأولياء الأمور من حالة أبنائهم المعاقين، إذ يزيد معرفتهم بطبيعة الإعاقة وحالتها، والسبل الأفضل للتعامل معها وتحسين حالتها، ويدفع إلى زيادة دمج أبنائهم في المجتمع المحيط بهم، للإسهام في زيادة قدرتهم على التعامل مع المحيطين بهم على اختلاف حالات الإعاقة».