يبدو أن سيارة العريس لم ترق نهائيا للعروس وأهلها، بحيث أصبحت موضع خلاف بين أهل العروسين في ليلة زفافهما.. كان هذا الموضوع خبرا لإحدى الصحف الإلكترونية.. ورغم ان الخبر يحمل في ظاهره مشكلة الحرص على المظاهر وتأثيرها على سلوك الأفراد، إلا أن هناك بعدا آخر من المشكلة يتعلق بفهم الشريك وطريقة تفكيره، وكذلك البعد الاخلاقي لأهل الشريك الذي تم اختياره!! كنت اتساءل وأنا أقرأ هذا الخبر، هل يعقل أن يكون هذا العريس لم يتعرف على تفكير الفتاة التي ارتبط بها وناقش معها بعض التفاصيل المتعلقة بليلة زفافهما؟. الأمر الآخر كيف لهذا العريس أن يطمئن لمستقبله الحياتي مع زوجة وأهلها جعلوا من موديل سيارته قضية تعطل إكمال زواجه وفرحة عمره بسلام وحولوها إلى مشكلة حتى تدخل كبار العائلة لحلها؟. يبدو أن الزيجات القائمة على مبدأ «شختك بختك» لم تنته.! ولا أريد أن أكون متشائمة لكن الواضح انه في حالة العريس السابق سيتدخل كبار العائلة كثيرا في مستقبل حياتهما لفض الخلافات، فمن خلق مشكلة من لا مشكلة بتلك الطريقة سيقف في المستقبل على أبعاد أخرى.. عموما من حق العروس وأهلها أن يتمسكوا بطلبهم في أن يستأجر العريس سيارة لائقة من وجهة نظرهم لمقام مناسبة الزواج كما يرونها، لكن مثل هذا وغيره يتفق عليه قبل يوم الزواج وإن حصل وفاتهم مثل ذلك لا يجب بأي حال أن تخلق مشكلة مدوية تصل إلى هاشتاق على موقع تويتر أو خبر في إحدى الصحف الالكترونية!! عموما كان الله في عون العريس.. ومع استمرار ظاهرة «حب التمبذخ والتمظهر» كان الله في عون كثير من أرباب الأسر السعودية، فنحن الآن على أبواب مجموعة من المتطلبات والإلحاحات المادية، منها ما يتعلق بمصاريف الأعياد وأخرى للسفر عند بعض الأسر التي تحول فيها السفر من الكماليات إلى الأساسيات، بالإضافة إلى المناسبات الأخرى التي تفرضها الإجازة الصيفية.. ومشكلة هذا الوضع ليس فقط في الضغط المالي الذي يتسب فيه داخل الأسر الخاضعة له إنما أيضا في تعميق الإحساس بالحرمان عند غير القادرين على مجاراته، فبعض مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مجالا للاستعراض وممارسة التمظهر وسيطرت على تفكير البعض بصورة مقلقة سواء على المتمظهر بذاته والآخر الذي يراقبه ويحاول تقليده أو منافسته والثالث المحروم الذي يعجز عن مجاراته.. أعتقد أننا بحاجة إلى وقفة مع هذه الظاهرة التي لم تؤثر علينا داخليا فحسب بل طالت سمعتنا في الخارج خاصة مع موسم الإجازة الذي يمارس فيه السعوديون وبعض الخليجيين طقوس المفاخرة في بعض الدول غير العربية.. علينا تعميق فكرة أن الفرد يكتسب قيمته من مقومات ومعايير أخرى لا تتعلق بالمظهر والمال، بل يجب أن يعرف ويفهم أن أكثر الناس احساسا بالنقص وفقد القيمة الذاتية هو الأكثر حرصا على ابراز الجوانب الظاهرية الفارغة.