•• قضيت يوم الجمعة وقتا ممتعا في متحف جدة التاريخية يصحبني بعض الأبناء والأحفاد وبعض أفراد الأسرة. •• ورغم العفوية.. والبساطة التي كان عليها العرض والمشاهد والفقرات والأجنحة إلا أنها جميعا كانت تصور لمن يراها ملامح جميلة لعبق تاريخي افتقدناه مع كل أسف.. وضاع من بين أيدينا.. تهديما للمباني.. وتحطيما للآثار.. ومسخا لمظاهر الحياة الجميلة وصورها الأجمل .. •• وما أسعدني أكثر هو أن الأبناء والأحفاد شعروا بمتعة تفوق ما شعرت به.. لأنهم تعرفوا لأول مرة على بعض مظاهر حياة أسلافهم.. ولمسوا مدى الفارق في أوجه الحياة بين ما عاشوه وما يحيون فيه.. وسألوني: إذا كانت هذه هي حياتكم القديمة بكل ما تنطوي عليه من جمال وبساطة فلماذا لا نرى كل ذلك في متحف كما رأيناه في كثير من دول العالم.. مثل لندن.. وباريس.. ونيويورك والقاهرة مثلا ؟. •• قال هذا الأبناء والأحفاد الصغار وهم يسمعون من الشيخ (عبدالصمد) عمدة حارة البحر وبعض المرافقين لنا في الجولة من المشرفين على هذا العرض الجميل بأن يوم أمس السبت هو آخر أيامه .. •• والحقيقة أن فكرة الاستمرارية مطلب سمعته من المئات ممن حضروا لمشاهدة هذا التاريخ الجميل والذين تجاوز عددهم المليون شخص من أجانب ومواطنين ومقيمين على مدى أسبوعين .. •• وهي فكرة نثق بأن إمارة منطقة مكة المكرمة والهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية لن يتأخروا في تحقيقها .. •• بل إن فكرة وجود متحف وطني في كل مدينة من مدن المملكة هي من الضرورات القصوى ليس فقط من أجل ربط الأجيال ببعضها البعض وإنما من أجل المحافظة على تراثنا الذي أهدر وتبدد مع الأسف الشديد. ضمير مستتر: •• لا تعرف الشعوب قيمتها إلا من خلال العناية بتراثها.. والمحافظة عليه وتجديده.