عائلات فقدت معيلها، أولاد تيتموا، أمهات فجعن، إعاقات بـالجملة، شبح الموت والإعاقة يطارد المسافرين على طريق الرين بيشة، حصد الكثير من الأرواح، 93 حالة وفاة و610 حوادث مرورية خلال عامي 2015 و2016، كان آخرها منذ أيام، حيث توفي ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون بإصابات متنوعة. طريق حيوي يربط جنوب المملكة بالعاصمة الرياض، اختصر المسافات، لكنه يفتقد لأبسط الخدمات، استحق عن جدارة لقب طريق الموت. الرياض تلقت العديد من الشكاوى، فكان لها جولة حملت الكثير من المفاجآت على طريق الرياض- الرين- بيشة. طريق متهالك وقال مبارك بن علي مدير مستشفى الرين إنه لا يكاد يمرّ يوم على المستشفى إلا ويستقبل مصابي حوادث مرورية على طريق الرين بيشة، مضيفاً أن عدد الأسرّة في المستشفى يبلغ 50 سريراً وتفتقد للعديد من التخصصات. وكشف أن عدد الوفيات لعام 2015 بلغ 55 شخصاً فيما بلغ عدد الحوادث المرورية التي خلفت ضحايا وإصابات في نفس العام 422 حادثاً، أما عدد الوفيات حتى نهاية شهر أبريل من العام الجاري بلغ 38 شخصاً، وعدد الحوادث 188، لافتاً إلى أن الطريق وعلى الرغم من حداثته إلا أنه متهالك ويحتوي على العديد من الحفر الناجمة عن تفتت الإسفلت لسوء التنفيذ، ويفتقر إلى كافة الخدمات الأساسية. مغامرة خطرة وأكد ناصر بن سريع مدير بريد الرين أن الطريق يفتقر إلى أغلب الخدمات الأساسية التي يحتاجها المسافر على الطريق الطويل، ومن أهمها الهلال الأحمر، والدوريات الأمنية، والدفاع المدني والوقود والسكن والمطاعم التي من المفترض أن يتزامن إنشاؤها مع الطريق، متمنياً من الجهات المختصة فتح تحقيق بخصوص التشققات الأسفلتية التي تعد سبباً رئيساً في الحوادث المرورية، كونه واحداً من أحدث الطرقات في المملكة. وأشار ابن سريع إلى أن المسافرين يتعرضون إلى هبوط مفاجئ في الطريق نتيجة هذه التشققات، مما يؤدي إلى انقلاب العديد من المركبات، والحقيقة المؤلمة أن سلوك هذا الطريق بات أشبه بالمغامرة الخطرة التي تهدد حياة المسافرين، نظراً لوقوع سلسلة من الحوادث المميتة، ولعل آخرها الذي وقع منذ أيام وراح ضحيته ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون. فزعة الحوادث ووصف هذال آل عاطف القحطاني التعامل مع الحوادث المرورية على طريق الرين بيشة غالباً ما تكون بصفة الفزعة، لعدم توفر أي خدمات طبية قريبة ولعدم وجود نقاط للجهات المختصة لمباشرة الحوادث بشكل سريع، منوهاً إلى سوء تنفيذ الطريق الذي أدى إلى تهالكه بفترة زمنية قصيرة ووجود العديد من الحفر التي تسبب الحوادث المرورية الخطيرة في غالب الأحيان. وبيّن آل عاطف أنه منذ مدة وقع حادث مروري على الطريق وأصيب السائق إصابات بليغة ولم يعرف أحد بهذا الحادث إلا عندما وجدوا السائق مرمياً في منتصف الطريق مفارقاً الحياة لعدم وصول العناية الطبية اللازمة في الوقت المناسب. وزن للشاحنات وأشار مبارك بن غيث إلى أنه عندما بدأ الاستخدام الفعلي للطريق استبشر المواطنون خيراً كونه يختصر المسافة بين الرياض وبيشة وأبها وخميس مشيط ما يقارب الـ200 كلم واعتمد عليه المسافرون بشكل كبير لتوفير الوقت والجهد، إلا أن سوء التنفيذ وتفتت الإسفلت ووجود الحفر وعدم توفر الخدمات، وعدم وجود محطة وزن للشاحنات وعدم وجود لوحات إرشادية بالشكل المطلوب أصبح الطريق يؤرق المسافرين. مكامن الخلل وأوضح حمد الموسى أنه لا عجب في أن يطلق على طريق الرين- بيشة لقب طريق الموت، نظراً للخسائر التي خلفها من ضحايا وإصابات، حيث يعاني من سوء في التنفيذ نجم عنه حفر خطيرة على امتداده، كما يعاني من ضيق المسار وضعف وسائل السلامة، متسائلاً عن عدم تنفيذ الازدواج لهذا الطريق حفاظاً على الأرواح والممتلكات، خصوصاً أنه يعد من أحدث الطرقات التي تم تنفيذها لخدمة مناطق حيوية، مطالباً الجهات المختصة بالتحري عن مكامن الخلل ومحاسبة المقصرين ومتابعة أعمال الصيانة. صيانة ملحة وتحدث عايض بن معدي قائلاً: لا يكاد يمضي أسبوع حتى نسمع بحوادث أليمة تقع في هذا الطريق، في ظل وعود من الجهات المختصة بمعالجة الموضوع وعدم التهاون في الأمر، متمنياً أن تنهي الجهات المعنية معاناة مرتادي الطريق بشكل سريع. وأوضح كل من محمد بن فالح وناصر بن حشيشة أن الطريق رغم حداثة إنشائه منذ عام ونصف يعاني من الحفر الممتدة على طوله وأصبح بحالة سيئة جداً. وناشد صالح السبيعي المسؤولين بأن يولوا الطريق اهتماماً خاصاً كونه حلقة الوصل بين وسط المملكة وجنوبها، وتكوين لجنة للوقوف على متطلباته. الداخل مفقود فيما اختصر هيف بن جليغم معاناة السائقين على طريق الرين- بيشة بعبارة الداخل مفقود، والخارج منه مولود ليعبر عن حجم المشاكل التي يعانيها سالكوه، مبينا أن غالبية الوفيات التي تنجم عن الحوادث المرورية تحدث بسبب تأخر الخدمات الطبية، كما يفتقر الطريق إلى الصيانة الدورية ومراكز للهلال الأحمر ومراكز أمنية ومراكز دفاع مدني وغيرها من الخدمات الضرورية الأخرى. نزيف الدم وطالب علي بن هباس المسؤولين بإعادة تأهيل الطريق بالشكل المطلوب وبمواصفات عالية وتأمين الخدمات المطلوبة، والتحقيق مع الشركة المنفذة حول الأسباب التي أدت إلى هذه التشققات، على أمل أن يتم التجاوب مع هذه الطلبات لضمان السلامة لسالكي الطريق والقاطنين في المحافظات التي يمر بها للحد من نزيف الدم المستمر.