رغم كل هذه الفتوحات البشرية العلمية الهائلة في كل مجالات العلوم في كوكبنا، لكن يبدو أننا لسنا فقط منزعجين من وضعنا الكارثي في المحيط العربي، ووجودنا في عصر حرب طائفية قذرة ومخيبة ومخيفة، تجعلنا نرى العالم بشكل أسوأ، لكن أنوفنا تصل للقارة الأمريكية، وللولايات المتحدة الأمريكية، حيث الانتخابات الرئاسية التي يتزعمها المثير للجدل دونالد ترامب! لكن لنتذكر أن ما حدث في كوكبنا لنحو عقد ومنذ فرحنا وابتهاجنا بدخول أول رجل من أصل إفريقي- ومن أب مسلم «باراك حسين أوباما»- للبيت الأبيض، أشبه بكارثة كونية بالنسبة لنا، لكنه قد يكون بالنسبة للأمريكيين - غالبيتهم على الأقل - مسألة لا تهم، فهم انتخبوا رئيسهم لفترتين، انتخبوه رئيساً لهم وليس لنا بأي حال من الأحوال.. وهذا ما يجب أن نتذكره دائماً..! قد نتحدث مطولاً عن ما حل بالعالم العربي والإسلامي خلال فترة أوباما الرئاسية، طبعاً الرئيس الأمريكي ليس المسئول عن أقدارنا.. أو جهلنا أو حتى ومستوى وعينا العربي..! وفي ظل الجهل والفقر والتخلف العربي لن يكون مهماً ما قد يفعله دونالدترامب، أو ما قد يحدث خلال سنوات حكمه في البيت الأبيض - في حال تربعه على المكتب البيضاوي. دونالد ترامب لن يكون الأسوأ، في أقل الحالات سيكون امتداداً أفضل لشاهد على الفشل، ومشاهد له مثل ما فعل أوباما. طبعا كل الاحتمالات مفتوحة، قد يخلق المفاجأة، أو قد تتسب أحداث في صرف انتباهه، وانتباه العالم، من يدري؟! آخر الأسبوع وبالطريقة البشرية البدائية نفسها وقعت مصادمات بين مؤيدي المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ومعارضيه، في مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا. محتشدون تجمعوا خارج مركز المؤتمرات بالمدينة وقاموا بإلقاء زجاجات مياه وحجارة، واعتقلت الشرطة 35 شخصاً منهم. وتسلق بعض المحتجين حائط مركز المؤتمرات، وألقوا زجاجات المياه على أفراد الشرطة. وقالت إحدى المحتجات للإعلام: «أنا أرفض لغة الكراهية والتعصب والعنصرية التي ينتهجها ترامب، أنا مع كل شعبنا من كل الأعراق والأجناس والمحاربين القدامى، لكن ترامب شخص مثير للانقسام». أحد مؤيدي ترامب دافع عنه قائلاً: «لطالما أخبرني والدي أننا بحاجة إلى رجل أعمال ليكون رئيساً للبلاد. أنا أؤيد سياساته».. ويخوض ترامب السباق على ترشيح الحزب الجمهوري بلا منافس في كاليفورنيا، وذلك بعد انسحاب منافسيه الجمهوريين، وحصوله على عدد المندوبين اللازم لضمان ترشيح الحزب له..! لكن بشكل غير مفهوم إلا في أروقة نظريات الاتصال المتطورة، يبقى دونال ترامب مشوقاً وتاجراً وبياعاً ذكياً، فريقه يدرك أن الذاكرة البشرية أصبحت لحظية، ويمكنها أن تستقبل وتتخذ القرار وتحذف الإجراءات قبل أن تعود لاتخاذ موقف جديد، رسائل ترامب المكررة والمثيرة والمتضاربة أيضاً هي من هذا النوع. سيكون أمام رجل الأعمال الذي ناور مستقلاً، وخاصم وصالح الإعلام، وأسقط منافسيه، وأزاحهم عن طريقه، سيكون أمام إرث صعب من السياسة الخارجية، إضافة إلى ملف الحرب الطائفية المكتملة الأركان في المنطقة، والإرهاب والإرهاب المضاد سيكون الملف الإيراني واتفاق أوباما الأخير جزءاً من المشكلة لا الحل، ثم قانون العدالة ضد الإرهاب الذي ينتظر أن يرفع إلى الرئيس الحالي، وقصة كوريا الشمالية والمنافسة الصينية، وأمريكا الجنوبية، وما يحدث في دول اليورو، ببساطة ملفات السياسة والاقتصاد على كوكبنا!.. لكن هل كل هذا يعني الناخب الأمريكي أولاً واخيراً.. الذي يسعى لانتخاب رئيس له وليس للعرب أو للمكسيك..؟!