برزت خلافات قيادة الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع، عميقة وواضحة للعيان خلال الأيام الأخيرة، كان آخرها ما نشرته صحيفة «اليمن اليوم» الموالية للرئيس المخلوع، أول من أمس، فضلاً عما سبق وعبر عنه صالح من امتعاض من عدم دعوته في احتفالية العيد الوطني الـ26 في ميدان السبعين، الذي أقامته ميليشيات الحوثي الأحد قبل الماضي 22 مايو (أيار). وقال مراقبون للشأن اليمني لـ«الشرق الأوسط» أن نشر الصحيفة لخبر من هذا القبيل يؤكد وبجلاء حقيقة الخلاف المحتدم بين الجماعة الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع، موضحين أن الخلافات خرجت أخيرًا إلى الشارع، وبعيد أن ظلت خلال المرحلة الماضية وراء الكواليس، ومحصورة في نطاق ضيق لا يتعدى القيادات والنخب الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع. وأشار المراقبون في أحاديثهم إلى أن ما نشرته الصحيفة يؤكد حقيقة ما تناولته وسائل إعلام ومواقع التواصل عن خلافات الجماعة وأتباع صالح، وهي الخلافات التي برزت واضحة في جبهات القتال، ومنها جبهة تعز التي تحدث فيها عن اغتيال قائد حوثي قبل أيام، وما كشفت عنه كواليس المفاوضات في الكويت، من انقسام بين وفدي الحوثي وصالح، الذي وصل إلى حد إطلاق التهم بين الطرفين. وقالت صحيفة موالية للرئيس المخلوع صالح إن شقيق زعيم جماعة الحوثيين يحيى بدر الدين الحوثي أمر سلطات القضاء في العاصمة اليمنية صنعاء بالإفراج عن متهمين ينسب لهم استهداف الأسبق (يقصدون المخلوع صالح) وأتباعه من قيادة الحكومة والمؤتمر، في تفجير جامع دار الرئاسة في يونيو (حزيران) 2012. وأفردت الصحيفة في صفحتها الأولى قصة الإفراج، ونشرت وثيقة نسبتها إلى شقيق زعيم الجماعة الحوثية، الذي قالت الصحيفة إنه وبحكم سلطته في سلم العائلة أصدر أوامر لسلطات القضاء للإفراج عن المتهمين في قضية التفجير للجامع، وهو ما اعتبرته الصحيفة إلغاء لإحكام قضائية باتة وتدخلاً سافرًا في اختصاص النيابة والقضاء.