×
محافظة المنطقة الشرقية

تعزيز الاستثمار بين السعودية واليونان

صورة الخبر

على الرغم من منع البلديات وأمانات المدن والمرور من البيع المتجول في الشوارع والطرق وتسجيل الكثير من العقوبات والغرامات على الباعة المتجولين إلا أن تلك القرارات والعقوبات لم تمنع من البيع المتجول بل زادت من أعدادهم وأصبحت العلاقة بين الباعة وموظفي البلديات والمرور بين كر وفر حيث يرى البائعون بأنهم يبحثون عن رزقهم والكسب الحلال فيما يرى المرور والبلديات بأن البيع على الطرق والشوارع يسبب الكثير من الزحام والحوادث المرورية ويشكل خطرا على الباعة والمستهلكين إضافة إلى ان البضاعة الموجودة لدى البائعين مجهولة المصدر ولا يمكن التأكد من سلامتها للمستهلكين. مواقع موقتة وكانت أمانة منطقة الرياض قد شرعت في دراسة تأمين مواقع مناسبة للبائعين السعوديين الجائلين من المواطنين والذين لا يستطيعون استئجار محلات أو مباسط في الأسواق العامة، وأوضحت الأمانة أن تجربة إقامة مواقع موقتة للباعة الجائلين التي بدأ تطبيقها أثمرت عن العديد من الايجابيات منها الحد من السلبيات المرتبطة بالانتشار العشوائي للباعة الجائلين في الأحياء ذات الكثافة السكانية والمرورية، فضلا ًعن ضمان وجودهم في أماكن ثابتة ومعروفة يسهل مراقبتها ومتابعتها من قبل البلديات بما يعزز من إجراءات الحفاظ على الصحة العامة وصحة البيئة والنظافة العامة والمظهر الحضاري للعاصمة. وبينت الأمانة أن إقامة مواقع محددة للباعة الجائلين أسهم في قطع الطريق على العمالة الوافدة المخالفة والتي تمارس مهن البيع، ومن ثم دعم جهود كافة الجهات المعنية في التصدي لهذه النوعية من المخالفات وفقا لأنظمة العمل، والقضاء على شكوى أصحاب المحلات المتضررين من هذه العمالة، فضلا ً عما يمثله تأمين هذه المواقع في تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي للبائع المتجول وإيجاد قدر من التوازن في العلاقة بين البائع ومراقبي الأمانة. كسب سريع في البداية يقول محمد العتيبي ان البيع المتجول مربح جداً وفيه خير كثير وتستطيع أن تحقق مكاسب سريعة باستخدام رأس مال قليل قد لا يتجاوز 300 ريال من خلال استخدام سيارتك في البيع مضيفاً بأن الكثير من الشباب يتوجه إلى سوق الخضار ويشتري بالجملة والتركيز على السلع المطلوبة والموسمية والتي تلقى قبولاً ورواجاً لدى الزبائن مثل: الخضار والفواكه والفقع والتمور والنعناع والملابس والإكسسوارات حيث يتم شراء البضاعة ومن ثم اختيار موقع مناسب على الطرق السريعة ومدخل الاحياء وبجوار المساجد والحدائق وأماكن ارتياد الناس وتواجدهم بهدف تسويق البضاعة في أسرع وقت ممكن وبيعها بأسعار أقل من الموجود في المحلات التجارية والتي ترفع السعر على الزبون بشكل مبالغ فيه مما يدفع بعض الزبائن إلى الشراء من الباعة المتجولين. طلب الرزق ويتحدث محمد الشنقيطي -أحد الباعة الجائلين-أن من الأسباب التي دفعته إلى البيع المتجول هو عدم وجود وظيفة مناسبة بعد أن انتظر عدة سنوات للحصول على الوظيفة دون جدوى بعد أن أنهى دراسته الثانوية وفشل في الحصول على مقعد في الجامعة مما دفعه للبيع المتجول لتأمين متطلبات حياته ومساعدة والده في مصاريف المنزل والحياة والإحساس بالمسؤولية واستثمار وقته بما يفيد بدلاً من مرافقه أصدقاء السوء مضيفاً بأن البيع المتجول فتح باب رزق لكثير من الشباب لمواجهة صعوبات الحياة ولكن البيع المتجول لا يخلو من التعب والمشقة والانتظار في الطرق والشوارع لساعات طويلة تتحمل فيها الشمس والملل والمخالفات المرورية ولا يمكن الصبر على البيع إلا من دفعته الظروف والحاجة إلى تحمل المشقة لتصريف بضاعته والتفكير في شراء بضاعة جديدة في اليوم التالي لمواصلة مشوار البيع وطلب الرزق. أعباء الحياة كما تحدث حسين لافي - بائع متجول- وقال: ان الكثير من المواطنين أصبح يبحث عن زيادة دخله المادي بسبب ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية حيث أصبح الراتب الذي يأخذه من الوظيفة لا يكفي الحاجة في ظل وجود مصاريف شهرية وسنوية لا يمكن مواجهتها بالراتب القليل والذي لا يتجاوز الستة آلاف ريال فرب الأسرة يعاني من مواجهة أعباء الحياة ووجود مصاريف ثابتة مثل: ايجار السكن، والكهرباء والهاتف والعلاج والتعليم وغيرها من المصاريف المالية مضيفاً أن قلة الراتب دفعه للتفكير في طرق البيع المتجول في الطرق لا سيما وأنه سهل ولا يحتاج إلى رسوم أو إيجار أو اعباء مالية قد لا يمكن توفيرها . بضاعة مطلوبة ويشير المواطن سعد السبيعي أنه من الزبائن الذين يشترون من الباعة المتجولين خصوصاً عن عرضهم لعدد من البضائع التي يفضلها ويحبها مثل الفقع والتمور والاقط والبطيخ مضيفاً بأن الباعة المتجولين يغرون الزبائن من خلال عرض بضاعتهم بشكل مكشوف وأمام نظر الزبائن والذي يستسلمون للشراء خصوصاً بعض السلع والتي قد لا تجدها في كثير من المحلات أو أن بعض الزبائن قد ينسى بعض السلع وتكون غائبة عن باله ولكن حين يراها لدى الباعة المتجولين يقرر شراءها فوراً ودون تردد. باعة أجانب ويقول عبدالعزيز الزهراني أن الأجانب أصبحوا ينافسون السعوديين في البيع المتجول وخصوصاً في الأحياء التي تسكن فيها العمالة الأجنبية بنسبة كبيرة مثل البطحاء ومنفوحة والشميسى مضيفاً بأن الكثير من العمالة يعرضون بضاعتهم بدون استخدام السيارات ولكن عن طريق إشارات المرور أو الحدائق العامة والمتنزهات مرجعاً ذلك لوجود أرباح كبيرة يجنونها من البيع المتجول حيث يشترون بضاعتهم بأسعار بسيطة ويبيعونها بفوائد كبيرة مستغلين التعاون مع أبناء جلدتهم العاملين في الشركات والمصانع ومحلات الجملة ويجدون التخفيض المناسب حيث تسوق العمالة السلع المطلوبة لدى الزبائن مثل اكسسوارت الجوالات ومكائن الحلاقة والملابس الداخلية والعطورات والهدايا. مخالفات وخطر عبدالله خميس -أحد الباعة المتجولين- يقول انه على الرغم من أن مهنة البيع المتجول ممتعة ويوجد فيها رزق ودخل مادي مناسب إلا أنها لا تخلو من الخطر والمنغصات مثل الغرامات المالية ومصادرة البضاعة التي تقوم بها البلديات وكذلك الغرامات التي يفرضها المرور على السيارات التي تبيع من خلال البيع المتجول مضيفاً بأن العلاقة بين البلديات والباعة المتجولين أصبحت كرا وفرا حيث يتم طرد الباعة من الشوارع التي يبيعون فيها ولكنهم يرجعون لها مرة أخرى بسبب أن هذه الشوارع والطرق عليها كثافة مرورية عالية وتشهد إقبالا كبيرا من الزبائن في الشراء بصورة مكثفة على الرغم من أن البيع في الطرق السريعة لا يخلو من الخطر وحوادث السيارات بسبب وجود سيارات البيع على الطريق مباشرة في ظل وجود سرعة وتهور كبير من بعض السائقين غير المبالين والذين يهددون سلامة المشاة والباعة المتجولين. أماكن خاصة من جهته يقول علي مجرشي بأن امانة بلدية الرياض قامت بجهود طيبة من خلال تخصيص أماكن للباعة المتجولين على الطرق إلا أن هذه الأماكن غير كافية بالنسبة لأعداد الباعة المتجولين مطالباً الجهات الحكومية بالاستفادة من الأراضي البيضاء على الطرق والسماح للشباب الراغب للبيع في الاستفادة من هذه الأراضي الواسعة في البيع والتكسب وطلب الرزق وكذلك حث الشركات والجهات الداعمة للمشروعات في منح الشباب سيارات مبردة لبيع الخضار بدلاً من السيارات المكشوفة والتي تؤثر على سلامة الخضار والفواكه وتسبب في تلفها حتى لا يتضرر المستهلك وتصبح السيارة المبردة مشروعا متنقلا للشباب للبيع وطلب الرزق بدلاً من التسكع في الشوارع والتفحيط وممارسة السلوكيات المخالفة. صحة المواطن ويرى د. سعدون السعدون- عضو مجلس الشورى- أن البيع المتجول في الشوارع يحتاج إلى ضبط وتنظيم لمنع العشوائية والإخلال بأنظمة المرور وهو منظر غير حضاري وخصوصاً في بعض الشوارع والتي يكثر فيها سيارات البيع المتجول بشكل مزعج متمنياً أن يتم تنظيم بيع المتجولين وإعطاء الفرصة للشباب من خلال تخصيص أماكن وأكشاك للبيع بحيث تكون هذه الاكشاك مناسبة ومهيأة للبيع ويتم الرقابة عليها صحياً حتى يتم المحافظة على صحة المواطنين من خلال التأكد من صلاحية المواد الغذائية المعروضة للبيع إضافة إلى منح رخص بيع للشباب ويتم تحديد عناوين وبيانات الشباب العاملين في البيع المتجول ليتم الرقابة عليهم والتأكد من تطبيق قواعد السلامة والشروط المطلوبة والقضاء على البيع العشوائي وتكدس السيارات على الطرق. مواقع ثابتة بدوره يطالب الاقتصادي فضل البوعينين بضرورة دعم الباعة المتجولين وإيجاد مواقع ثابتة لهم وعدم حرمانهم من ممارسة العمل والبيع والشراء ومساعدتهم في الكسب الحلال حتى لا تتضرر أسرهم من عدم وجود دخل مادي يعينهم على مواجهة متطلبات الحياة مضيفاً بأن الأمانات والبلديات تمارس بعض السلوكيات الخاطئة من خلال التضييق على الباعة بحجة وجود المخالفات الصحية عليهم وكأن المباسط والمحلات والمطاعم التي تشرف عليها البلديات لا يوجد فيها مخالفات صحية متمنياً أن يتم دعم الشباب السعودي للعمل وطلب الرزق ومساعدتهم بدلاً من وضع العراقيل والصعوبات في طريقهم وتوفير الوظائف المناسبة لهم والاستفادة من ابداعهم وطاقاتهم التي ستعود بالفائدة على الجميع. البيع على الرصيف ظاهرة مزعجة للمارة ومخالفة للنظام الوضع لايزال كما هو حيث يصر الباعة على مواقعهم رغم تخصيص مواقع مجانية لهم الكسب السريع دون الحاجة لرأس مال سبب إصرار الباعة الجائلين على موقفهم البلديات في المدن ضبطت العديد من الباعة المخالفين فضل البوعينين د. سعدون السعدون