مراد المصري (دبي) يبدو أن شبح المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، عاد ليطارد مواطنه دييجو سيميوني في سيناريو خيبة الأمل المكررة للمرة الثانية، بظروف مشابهة تقريباً وخسارة النهائيات الأوروبية رغم الأفضلية، وذلك بعدما خسر سيميوني المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليلة أمس الأول بركلات الترجيح التي لم تنصف تفوق فريقه النسبي على مجريات اللقاء. وكان كوبر نجح بتحويل فالنسيا إلى فريق منافس محلياً، وتألق على الساحة الأوروبية بقيادته، رغم انتقادات مبالغته في الخطط الدفاعية، وذلك بأسلوب مشابه لما يحدث لأتلتيكو مع سيميوني حالياً، لكن كلاهما فشل بإنهاء رحلته المميزة وحصد اللقب الأوروبي. وحينما تعود بنا الذاكرة إلى مطلع الألفية، عندما تألق فالنسيا تحت قيادة كوبر، وتخطى دور المجموعات إلى جانب مانشستر يونايتد الإنجليزي، ثم تفوق على لاتسيو الإيطالي الذي ضم أسماء كبيرة في عالم الكرة وقتها، ليحقق الفوز على برشلونة الإسباني بعد ذلك، لكنه سقط بفارق ثلاثة أهداف في المباراة النهائية أمام ريال مدريد في المباراة النهائية، وذلك كما حصل مع سيميوني حينما خسر بفارق ثلاثة أهداف أمام ريال مدريد في المباراة النهائية قبل عامين بعدما شق الفريق طريقه بثبات نحو المباراة النهائية. وعاد كوبر مجدداً في العام التالي، وواصل فالنسيا مشواره الأوروبي الناجح بعدما تجاوز مرحلة طويلة، وتفوق على آرسنال الإنجليزي في ربع النهائي، ثم تجاوز ليدز الإنجليزي في نصف النهائي، ليواجه بايرن ميونيخ في المباراة النهائية، ووقتها ساد التعادل بهدف لكل فريق في الوقت الأصلي والإضافي، قبل الخسارة في ركلات الترجيح بفارق ركلة واحدة أهدرها الفريق الإسباني، بما يعيدنا بالذاكرة لمجريات اللقاء التي مر بها أتلتيكو مدريد بعد تعادله بالنتيجة بهدف لكل فريق، ثم الخسارة بركلات الترجيح، ليتجرع سيميوني مرارة الخسارة مرتين بأسلوب مشابه لما حصل تقريباً مع مواطنه كوبر. ووسط ظهور التقارير التي ربطت اسم سيميوني بالعديد من الفرق الأوروبية لقيادتها، سواء الموسم المقبل أو في السنوات المقبلة، ومنها إنتر ميلان الإيطالي الذي يتودد إليه كثيراً، لكن يبدو أن سيميوني عليه مراجعة مسيرة كوبر التي تحولت إلى الإنتر بعد ذلك وبدأ مسلسل النزول التدريجي، قبل أن يستعيدها حالياً بقيادة المنتخب المصري. وبات أتلتيكو مدريد بعد هذه الخسارة، أكثر فريق وصل المباراة النهائية دون أن يحقق اللقب، بخسارته للمرة الثالثة، منها مرتان أمام مواطنه ريال مدريد، ومرة أمام بايرن ميونيخ الألماني في سبعينيات القرن الماضي، لينضم الفريق إلى قائمة الأندية والفرق المنحوسة على صعيد المباريات النهائية، والتي يعد المنتخب الهولندي أبرزها، بعد خسارته نهائي كأس العالم في ثلاث مناسبات، أعوام: 1974 و1978 و2010، فيما يعد يوفنتوس الإيطالي أكثر الفرق خسارة للمباراة النهائية في مسابقة دوري أبطال أوروبا تحديداً، ورغم أنه حقق اللقب مرتين، لكنه خسر المباراة النهائية 6 مرات، منها مرتان قبل تحقيق اللقب لأول مرة، وبعد فوزه مرتين، عاد وخسر أربع مرات متتالية، أعوام: 1997 و1998 و2003 و2015.