يشكل الكركم أحد البهارات الأساسية التي تدخل في أطعمة بعض الشعوب؛ وتتعدد فوائده الصحية من ناحية تأثيره الجيد على البدن ومحاربته للأمراض لاحتوائه على مادة الكركمين الفعالة، وما يضاف إلى تلك الفوائد الصحية مقدرته في الوقاية من مرض الخرف والذي يعتبر احد الأمراض العقلية التنكسية التي تظهر مع التقدم بالعمر. وجد العلماء من خلال الدراسة التي شملت 96 متطوعا في منتصف العمر وفي مرحلة الشيخوخة، أن الذين تناولوا كبسولات الكركم 3 مرات يومياً تحسنت الذاكرة لديهم مقارنة بمن تناولوا كبسولات وهمية، كما وجدت الدراسة والتي نشرت نتائجها بـالمجلة البريطانية للتغذية أن مادة الكركمين توقف نشاط البروتينات بيتا اميلويد والتي تتجمع مع بعضها البعض وتحطم الخلايا العصبية وهي الحالة المميزة لمرض الزهايمر؛ ويقول أحد الباحثين أن تناول الكركم أتى بنتائج جيدة عند التجارب على حيوانات المختبر من ناحية السلوك والإدراك، ولا يتم امتصاص الكركم داخل الأمعاء ويعمل الباحثون الآن على إيجاد طريقة مناسبة لتناوله، ويقولون إن المكمل الغذائي الذي يتم تحضيره حالياً يجمع بين مادتي الكركمين وليستين الصويا لمنع تحلله داخل المعدة حتى يصل إلى الأمعاء حيث يتم تحلله وتوزيعه إلى أجزاء الجسم المختلفة. من الفوائد الأخرى للكركم أنه يمنع سرطان البروستاتا، وفي حالة الإصابة به يوقف نمو الخلايا السرطانية، ووجدت دراسات عديدة أن المادة الفعالة به تجعله أفضل وقاية من الأورام الناتجة عن التعرض للأشعة؛ ومن الحالات التي يفيد فيها كذلك التهاب المفاصل لأن به خاصية مضادة للالتهابات تخفف من الحالة، ويضبط معدلات السكر بالدم، ويخفض الكوليسترول، ويدعم جهاز المناعة، ويساعد في الشفاء السريع من الجروح. تقترح جميع الدراسات أن الامتناع عن التدخين، والنشاط البدني والعقلي، والنظام الغذائي المتوازن، والحفاظ على معدلات الكوليسترول وضغط الدم ضمن المدى الصحي، جميعها عوامل تحافظ على صحة الدماغ التي يهددها تقدم العمر.