×
محافظة المنطقة الشرقية

«مرافق» توقِّع اتفاقيتين مع صندوق التنمية الصناعية

صورة الخبر

على امتداد مسيرة جوزيه مورينهو بمجال التدريب، لم يبدُ مدرب تشيلسي السابق الذي سينتقل لتدريب مانشستر يونايتد ميلاً يُذكر تجاه تنمية المواهب الناشئة، ولا يبشر سجله بالتفاؤل فيما يتعلق بموجة التغييرات الجديدة داخل أولد ترافورد. في 4 مارس (آذار) 2016 قال فان غال مدرب يونايتد المقال حديثًا: «السن أمر لا يحمل أهمية، وإنما الأهمية الحقيقية تكمن في جودة الأداء». من بين الأسئلة المتنوعة والكثيرة، التي قد يطرحها مشجعو مانشستر يونايتد على مدرب ناديهم الجديد، ثمة سؤال معين يتسم بصعوبة خاصة: «جوزيه، هل سيكون فريقك من اللاعبين الأصغر سنًا في جوهره؟». والمؤكد أن كلاً من ماركوس راشفورد، 18 عامًا، وكاميرون بورثويك جاكسون، 19 عامًا، وتيموثي فوسو مينساه، 18 عامًا، وأندرياس بيريرا، 20 عامًا، وجيمس وير، 20 عامًا، وريغان بول، 17 عامًا، وغيليرمو فاريلا، 23 عامًا، تيلر بلاكسيت، 22 عامًا، وجو ريلي، 19 عامًا، وبادي ماكنير، 21 عامًا، ودونالد لوف، 21 عامًا - سيكون بداخلهم جميعًا اهتمام خاص لسماع الإجابة. وتمثل هذه الأسماء النجوم الصاعدة في صفوف مانشستر يونايتد، التي تأمل جميعها في أن تشكل جزءًا من الجيل التالي من لاعبي الفريق الأول الناشئين داخل أحضان النادي، الذين باستطاعتهم رسم ملامح مستقبله. جدير بالذكر أن جميع هؤلاء اللاعبين حصلوا على فرصتهم الأولى للمشاركة في صفوف الفريق الأول من جانب الهولندي فان غال، وقد تعصف التساؤلات حاليًا بأذهانهم جميعًا عن مصيرهم في ظل قيادة خليفة المدرب الهولندي. فيما يخص جوزيه مورينهو، فإنه بالتأكيد مدرب رائع ينتمي للفئة الأولى من المدربين، لكن سجله الماضي فيما يخص تعزيز وتنمية المواهب الناشئة والشابة ليس بالروعة ذاتها. وبمقدور كل من كيفين دي بروين وروميلو لوكاكو سرد قصص موثوق بها عن انعدام ثقة مورينهو في قدراتهما. كان مورينهو قد ورث دي بروين في الفريق لدى توليه مسؤولية تدريب تشيلسي للمرة الثانية، قبل أن يباع اللاعب إلى فولفسبورغ الألماني مقابل 18 مليون جنيه إسترليني. وبعد أن جرى التصويت لصالحه كأفضل لاعب ألماني خلال العام لموسم 2014 - 2015، دفع مانشستر سيتي 55 مليون جنيه إسترليني للتعاقد معه، وهناك اعتقاد عام بأنه كان أفضل لاعبي سيتي الموسم الماضي. أثناء وجوده في تشيلسي، هناك قصة متداولة حول أنه في إحدى المرات أخذ مورينهو، دي بروين جانبًا ليشرح له التكتيكات والمهمة المطلوب منه أداؤها. إلا أن المهاجم، رغم صغر سنه، لم يأبه لما قاله المدرب، وقرر أن الأفكار التي طرحها «المدرب الجهبذ» لا قيمة لها. أما لوكاكو، فقد انضم إلى تشيلسي عام 2011، وكان في الـ19 من عمره مع بداية فترة مورينهو الثانية داخل النادي. وقد انتقل المهاجم إلى إيفرتون على سبيل الإعارة خلال الموسم الأول للمدرب، ثم بيع للنادي ذاته مقابل 28 مليون جنيه إسترليني في يوليو (تموز) 2014. وحقق لوكاكو إنجازًا كبيرًا خلال موسمه الأخير مع إيفرتون، بتسجيله 25 هدفًا خلال 48 مباراة. وقد يرحل لوكاكو عن غوديسون بارك هذا الصيف. ومن بين الوجهات المحتملة له تشيلسي، لكن إعادة ضمه تتطلب من النادي اللندني دفع قرابة ضعف ما سبق أن حصل عليه من إيفرتون مقابل اللاعب ذاته. كان دي بروين ولوكاكو لاعبين ناشئين اشتراهما تشيلسي وأثبتا أن سجل مورينهو في التعامل مع المواهب الناشئة داخل أروقة النادي، رديء. وتكشف الأرقام أنه على امتداد الفترتين اللتين قضاهما داخل ستامفورد بريدج، ما بين 2004 - 2007 و2013 - 2015، لم يفلح تشيلسي في تصعيد لاعب واحد من الناشئين إلى الفريق الأول ليشارك في التشكيل الأساسي. وقد تتجلى هذه المسألة في أقوى صورها في حالة اللاعب جوش مكيشران. على امتداد جميع المراحل التي مر بها كلاعب ناشئ، انهالت الإشادات على مكيشران باعتباره موهبة فذة. ومع ذلك، قضى اللاعب طوال الفترة الثانية لمورينهو في تشيلسي بأندية آخر على سبيل الإعارة، تنوعت بين واتفورد وويغان وفيتيس أرنهيم الألماني. الآن ومع بلوغ اللاعب 23 عامًا، فإنه يلعب بمركز خط الوسط في صفوف برنتفورد. وحتى اللاعب الذي شكل الاستثناء الوحيد الذي سمح له بالمشاركة مع الفريق الأول لبضعة دقائق، روبين لوفتوس تشيك، فإنه لا يحمل بصيصًا من الأمل لراشفورد وأقرانه، ذلك أن تشيك، لاعب خط الوسط، كان في الـ18 عندما منحه مورينهو فرصة المشاركة لأول مرة في صفوف الفريق الأول في ديسمبر (كانون الأول) 2014، بديلاً في مباراة في دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا أمام سبورتينغ لشبونة. وخلال ذلك الموسم، لم يشارك اللاعب سوى في ثلاث مباريات أخرى، وبحلول أكتوبر (تشرين الأول) التالي، كان المدرب البرتغالي يوجه سهام النقد إليه. وقال عنه مورينهو: «إنه ماهر في التعامل مع الكرة، وهو لا يبدو في الـ19 من عمره وإنما يبدو متماسكًا ومستقرًا وناضجًا، لكن عندما تغيب عنه الكرة لا يبدو على المستوى الجيد ذاته من الناحية التكتيكية. لقد طلبت منه توفير قدر أكبر من الاستقرار من الناحية الدفاعية. وسوف أدفع به للعب بمركز (المساك) عندما تصبح لديه القدرة الدفاعية على القيام بذلك». وجاء هذا التحليل من قبل مورينهو في أعقاب استبدال تشيك والاستعانة بآخر بدلاً منه خلال فترة الاستراحة بين الشوطين أثناء مباراته أمام أستون فيلا، التي انتهت بفوز تشيلسي بهدفين من دون مقابل على استاد ستامفورد بريدج. وخلال حديثه، بدا مورينهو يعد بأن تكون هذه بداية لسلسلة مباريات يستعين خلالها بتشيك، حيث قال: «إنه لاعب جدير بالمشاركة في التشكيل الأساسي المباراة المقبلة، وعبر مجموعة من المباريات، بحيث ينال فرصة اكتساب الاستقرار كلاعب في الفريق الأول». كان هذا ما قاله مورينهو عن لاعب انضم إلى تشيلسي في عمر الثامنة. بيد أنه على أرض الواقع، منح مورينهو تشيك دقيقة واحدة أخرى خلال مباراة فريقه أمام توتنهام هوتسبير في نوفمبر (تشرين الثاني)، التي انتهت بالتعادل السلبي، وذلك قبل تعرضه للطرد من منصبه مدربًا في 17 ديسمبر. ومن الواضح أن أيًا مما سبق يدعو مشجعي مانشستر يونايتد ومسؤوليه إلى التفاؤل. ويتعين الاعتراف هنا بأن فان غال يستحق الإشادة لدفعه بـ14 لاعبًا من الأكاديمية التابعة للنادي في صفوف الفريق الأول خلال الموسمين اللذين تولى خلالهما تدريب يونايتد. وإضافة إلى العشرة سالفي الذكر بالفعل، من الممكن إضافة سايدي جانكو وريس جيمس وتوم ثورب وجيسي لينغارد. إلا أن جانكو وثورب وجيمس رحلوا عن أولد ترافورد. وعليه، فإن مورينهو يقف في مواجهة 11 لاعبًا ناشئًا متعطشين للعب، في انتظار تقييمه لهم بمجرد توليه مهامه رسميًا. بطبيعة الحال، لن يتمكن جميع هؤلاء من اجتياز تقييم مورينهو له بنجاح. ومع هذا، فإن من بين الهدايا الثمينة التي تركها فان غال بالفريق قبل رحيله راشفورد ولينغارد اللذين أصبحا يشاركان بانتظام في صفوف الفريق الأول. وقد سجل لينغارد هدفًا لا ينسى في مرمى كريستال بالاس ليحصد ناديه بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. كما قدم فان غال بورثويك جاكسون وفوسو ميناش وماكنير وفاريلا. ورغم أن هذه الكأس قد تكون البطولة الأولى التي يحققها مانشستر يونايتد منذ تقاعد السير أليكس فيرغسون عام 2013، فإن ظهور موجة جديدة من اللاعبين من الممكن أن يشاركوا بفاعلية في كتابة تاريخ النادي خلال العقد القادم ينبغي الالتفاف إليها باعتبارها الإنجاز الأكبر لفان غال داخل النادي. وأخيرًا، فإن مورينهو مدرب على قدر عالٍ من الذكاء والحكمة، وسيبدو من السخف ألا يولي اهتمامًا جادًا لراشفورد ولينغارد وأقرانهم من اللاعبين صغار السن. ومع ذلك، ستبقى تجربة عدنان يانوزاي قصة تحذيرية ينبغي وضعها في الاعتبار، ذلك أنه بعد منحه قميص ريان غيغز رقم 11 لدى قدوم فان غال للنادي، تلاشى اللاعب من ذلك الحين وكأنه لم يوجد يومًا!