سجلت أسعار الأغنام في السوق المحلية تراجعا بنسبة 30 % في غضون الأشهر الثلاثة الماضية، إذ وصل السعر إلى 700 ريال مقابل 1000 ريال للنعيمي. وقال «تاجر» الدكتور خالد العنزي: أخذت الأسعار في الانخفاض بشكل تدريجي على مدى الأشهر الماضية، إذ برزت ملامح التراجع مع دخول فصل الربيع الماضي، بانخفاض 50 ريالا، واستمرت على وتيرة متصاعدة لتصل إلى 120 ريالا. وأضاف أن التراجع مرتبط بانخفاض مستوى الطلب خلال الفترة الماضية، إذ بلغت لدى بعض التجار إلى 50 % تقريبا، فيما تجاوزت تلك النسبة لدى البعض الآخر. وأبان أن سوق حفر الباطن الذي يمثل أحد المصادر الرئيسية لتغذية العديد من أسواق المملكة، يشهد تخمة كبيرة في المعروض، مضيفا أن الطلب تراجع بشكل مقلق للغاية، فالتاجر الذي كان يبيع يوميا 500 رأس، لا تتجاوز مبيعاته حاليا 250 رأسا. وأشار إلى أن دخول الربيع والاعتماد على المراعي الطبيعية والاستغناء عن الأعلاف، يمثل أحد العوامل الأخرى في تراجع الأسعار في الوقت الراهن، خصوصا أن التكلفة تراجعت جراء الاعتماد بشكل شبه تام على المراعي الطبيعية في الصحراء، مبينا أن التجار يعتمدون خلال فترة التسمين التي تستمر 2-3 أشهر على الأعلاف الاصطناعية طيلة العام، فيما تستبعد تلك النوعيات من الأعلاف مع دخول موسم الأمطار وظهور الأعشاب الطبيعية. أما التاجر حميد بشير فيقول: إن الطلب على الأغنام لاستقبال شهر رمضان، ينطلق بمجرد استلام الرواتب، لافتا إلى أن الموسم الرمضاني يستمر لمدة أسبوع إلى أسبوعين، مبينا أن الحركة تنطلق بشكل متسارع مع الأسبوع الأخير من شعبان، مشيرا إلى أن الأسعار في أسواق الجملة تختلف عن البيع بالتجزئة، مبينا أن الأسعار خلال الموسم الحالي انخفضت عن أسعار الموسم الماضي، إذ تتراوح الأسعار بين 1100 - 1300 ريال للنعيمي، فيما تتراوح أسعار البربري بين 350 – 400 ريال، بينما أسعار السواكني 500 - 1000 ريال. من جهته أوضح «التاجر» ناصر البشير أن الاسعار سجلت تراجعا خلال الفترة القليلة الماضية، غير أن الانخفاض لم يحرك السوق بالشكل المطلوب، إذ مازالت الحركة دون المستوى المطلوب، لافتا إلى أن التجار يتطلعون لشهر رمضان المبارك، باعتباره أحد أهم المواسم في الإقبال على اللحوم الحمراء. وبشأن عودة الأسعار لسابق عهدها، أوضح أن الحديث عن عودة الأسعار للمستويات السابقة مرهون بالتطورات على الأرض، خصوصا أن المؤشرات الحالية لا توحي بذلك، لاسيما في ظل المعروض الكبير وانحسار الطلب كثيرا، فيما يمكن أن تشهد الأسعار ارتفاعا طفيفا مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأسعار الخيالية التي سجلت الأعوام الماضية أكثر 1500 ريال باتت من الماضي. وعلى صعيد الدواجن، نجحت سياسة تقليص حجم الإدخال في دورات تربية الدجاج لمزارع الدواجن في الحصول على نتائج إيجابية، إذ سجلت الأسعار زيادة للأسبوع الثاني على التوالي، فيما لامست أسعار الدواجن الحية الأسبوع الماضي حاجز 9 ريالات مرتفعة نحو 50 هللة عن الأسعار الأخيرة المسجلة. وقال متعاملون في صناعة الدواجن: «العديد من مزارع الدواجن الحية اعتمدت سياسة جديدة لإعادة الحياة للأسعار المتهاوية، التي وصلت خلال الشهرين الماضيين إلى أسعار تراوحت بين 6-7 ريالات للدجاجة الواحدة». وأشاروا إلى أن غالبية المزارع عمدت لتقليص حجم الإدخالات بنسبة وصلت إلى 35 % لامتصاص الفائض الكبير في السوق المحلية، إضافة لتنسيق عمليات الإدخالات بين المزارع؛ لمنع تدهور الأسعار. وأوضح المستثمر في سوق الدواجن المهندس أشرف حسن لـ «عكاظ» أن السياسة التي اعتمدتها مزارع الدواجن أثمرت في تحسن الأسعار، خصوصا أن المخاوف من استمرار خسائر مزارع الدواجن الحية دفعت العديد من المزارع لتقليص حجم الإدخالات، فالمزرعة التي تبلغ طاقتها 100 ألف طائر في الدورة الواحدة «31 - 33 يوما» قلصت الحجم إلى 70 - 75 ألف طائر. في المقابل؛ أكد المتعامل في السوق المهندس فتحي السعيد لـ «عكاظ» أن المعروض من الدواجن الحية لا يتجاوز 350 ألف دجاجة؛ مستبعدا صعود الأسعار لأكثر من 9 ريالات في الفترة القادمة؛ خاصة أن عددا من الشركات تعمد إلى تغطية العجز بالتعاقد مع مزارع الدواجن بالمناطق الأخرى.