×
محافظة المنطقة الشرقية

"الوطنية لتصنيع وسبك المعادن" توزع أرباح على المساهمين

صورة الخبر

لَيسَت هَذه المَرَّة الأُولَى التي أَكتُب فِيهَا عَن الهَدَايَا، ولَن تَكون الأخيرَة، فقَد قُلتُ سَابقًا: «إنَّ تَبادُل الهَدَايَا يُقرِّب القلُوب، ويُحبِّب النَّاس في بَعضهم البَعض»..! والهَدَايَا سَاحة وَاسِعَة للاستغلَال، مِنهَا مَا يَأتي رشوَة في ثِيَاب هديّة، ومِنهَا مَا يَأتي لتَأليف القلُوب، وزَرع المَحبَّة، وبَعض الشّعوب تَعشق الهدَايَا، ومِنهم إخوَتنا في مِصر، فهُم يُردِّدون -دَائمًا- المَثَل القَائِل: «النَّبي قَبِلَ الهديّة»..! إنَّ التَّهَادِي وتَبادُل الهَدَايَا، عَامِل مِن عَوَامِل التَّواصُل بَين النَّاس، وأَقصد بِهِ التَّواصُل الفَعّال؛ المَبني عَلى الأفعَال لَا الأقوَال، وفي ذَلك يَقول الشَّاعر: إنَّ الهديّة حُلوَة كالسّحر تَجتَذِب القلُوبَا تُدني البَغيض مِن الهَوَى حَتَّى تُصيّره قَريبا وإذَا تَحدّثنَا عَن عَالَم الهَدَايَا، فإنَّ هُنَاك نُقطتين يَجب أَنْ لَا نَغفلهما، الأُولَى هي السُّرعَة في إعطَاء الهَدَايَا وعَدم تَأخيرها، ونَظرًا لأنَّ الفرنسيِّين قَومٌ صُرحَاء، فقَد عَبَّروا عَن ذَلك في أَمثَالهم بوضُوح، قَائلين: (الهديّة التي تُنتَظر طَويلًا، لَيسَت عَطاءً بَل بَيعًا)، ثُمَّ أكَّد ذَلك؛ الفَيلسوف «أوكنستيرن»، حَيثُ يَقول: (الهديّة التي تَتأخَّر في الوصُول إلَى المَهدَاة إليهِ، تَفسد عِند وصُولِهَا)..! أمَّا النُّقطَة الثَّانية التي يَجب أَنْ يَنتَبه إليهَا «الكَالِحُون»، وأَهل «السَّلتَحَة» -مِن أمثَالي-، أنَّ الهَدايَا مِثل السَّلام ورَدّه، والتَّحيّة والتَّجَاوب مَعها بأحسَن مِنهَا، بمَعنَى أنَّه إذَا أَهدَى أَحدُهم إليكَ هديّة، فيَجب أَنْ تَضع في عِينيك «حَصوة مَلح»، وتَردّ الهديّة، والفرنسيّون -أَيضًا- لَم يَتركُوا للفَوضَى مَجَالًا في هَذه النُّقطَة، حَيثُ يَقولون في أمثَالهم: (عِندَما يَهدي المَرء بيضَة، تُهدى إليهِ دَجَاجَة)..! وقَبْل أَنْ نَخرج مِن الأجوَاء الفرنسيّة، لابدَّ أَنْ نَذكر بأنَّ الفَيلسوف الفرنسي «مارسيال»؛ لخّص عَالَم الهَدَايَا بكَلمتيْن بَسيطتيْن، قَائلًا: (الهَدَايَا صَنَانير)، بمَعنَى أنَّك تَصطَاد بِهَا النَّاس، ويَصطادونك بِهَا..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي التَّأكيد عَلَى أنَّ؛ رَدّ الهَدَايَا لَيس شَائِعًا بَين النَّاس -للأسَف- إلَّا في حَالةٍ وَاحِدَة، وهي «إهدَاء العيوب»، فحينَمَا تَهدي إلَى أَحدِهم عيوبه؛ تَصلكَ الهديّة أكبَر حَجمًا؛ وبسُرعة البَرق، فتَشعُر أَنَّ صَاحب الهديّة؛ كَان قَد غَلَّفها مُسبقًا قَبل اللِّقَاء..!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com