دعا المشاركون في الملتقى العلمي السادس عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين بجامعة أم القرى واختتم أعماله أمس إلى السعي نحو استخدام أساليب الطاقة المتجددة وتقنيات توليد الطاقة من حركة المشاة والمركبات، وزيادة استخدام الطاقة الشمسية على أسطح الفنادق والمباني غير المستغلة وإعطاء مزايا للفنادق والمباني السكنية التي تحد من استخدام الطاقة الكهربائية الناتجة بالطرق التقليدية واستخدام الطاقات المتجددة بشكل أوسع. وطالبوا بإعادة هندسة عمليات مرافق وخدمات الحج والعمرة بمراعاة الجوانب المتعلقة بكل من: (الانسان والمكان والزمان والتقنية والعمليات) لتحقيق جودة المرافق والخدمات والتي تشمل: (التواجد والتوافر، والتكامل والتفاعل، والتشغيل والصيانة، والقياس والتطوير والتحسين)، وتأسيس «مركز قياس مؤشرات الأداء وبحوث العمليات والمحاكاة» للحج والعمرة والزيارة بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة لتحقيق ذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية. كما دعوا أيضا إلى التوسع في المسار الإلكتروني للحج، ليشمل الحجز في كافة الخدمات والمرافق التي يحتاجها الحاج خلال تواجده بالمملكة، وفقا لبرامج حج متعددة تستفيد من المكان عدة مرات وتوزع الحجاج على عدة مواقع، واتاحة الحجز المبدئي لبرامج الحج بعد خمس سنوات، والحجز شبه المؤكد لبرامج الحج بعد ثلاث سنوات، ومن ثم الحجز المؤكد لكل موسم حج، والسعي نحو تطبيق فكرة التفويج المكاني إلى جسر الجمرات، التي ستساعد بنسبة عالية في ضبط التفويج إلى جسر الجمرات، ومنع الحجاج غير النظاميين من الوصول إلى منطقة الجمرات، ومراعاة ذلك في المخطط الشامل لتطوير مشعر منى أفقيا ورأسيا. وأوصى المشاركون بنشر الأحكام المتعلقة بالنوازل الفقهية في الحج والعمرة والزيارة على المذاهب المعتمدة في موقع إلكتروني معتمد من إحدى مؤسسات الفتوى الرسمية وتحديثها بشكل دوري، وإعداد برامج تدريبية وتطويرية لقدرات ومهارات العاملين في الحج والعمرة لرفع كفاءتهم في كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث والحالات الطارئة، وتثقيفهم حول تقاليد وعادات الحجاج الذين يتوافدون من مختلف أنحاء العالم للتواصل معهم. وأكدوا على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة خلال مواسم الحج القادمة لتجنب الإجهاد الحراري وضربات الشمس للحجاج وذلك بعمل مظلات في المشاعر وطرق المشاة، وتوفير المشروبات المبردة والتغذية الجيدة، وتكثيف دورات الإسعافات الأولية للعاملين في خدمة الحجاج، خاصة الحجاج ذوي الحالات المرضية الخاصة، وتطبيق التقنيات الحديثة لإدارة الموارد الاسعافية، ودعم تجهيز وتشغيل قوافل الحجاج المرضى، واتخاذ تدابير فعالة لتحسين صحة الحجاج المرضى، كما أوصوا باتخاذ الاجراءات الفعالة لتقليل الهدر في منظومة التغذية الخاصة بالحجاج والمعتمرين والزائرين، واستخدام التقنيات الحديثة لإعادة تدوير البلاستك وتحويله إلى وقود سائل، واستخدام أفضل البدائل لجمع وتخزين النفايات، وتشجيع انشاء شركات عامة وخاصة لتطوير منظومة إدارة النفايات. وأكدوا في توصياتهم على أهمية إنشاء مجمعات خاصة لمطابخ الاعاشة يتوافر بها جميع الاشتراطات الصحية، بحيث تنشأ وتجهز المطابخ طبقا لشروط وقواعد سلامة الغذاء وتحت اشراف الجهات الرقابية، والاستفادة من تقنيات تصنيع الوجبات الجاهزة والحفظ بالتجميد لتميزها بسهولة التحضير والأمان والنظافة وقلة احتمالات التلوث فيها، وقبولها من فئات من الحجاج. وطالب المشاركون في توصياتهم بإعادة توزيع أراضي المخيمات بمنى وعرفات، وفتح ممرات مشاة، لتقليص مسافات المشي والتقليل من المجهود المبذول للوصول إلى المخيمات والجمرات ومحطات القطار، مع مراعاة ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن والنساء، والعمل على خفض كثافة الاركاب داخل القطارات عن طريق المراقبة المستمرة والتحكم في أعداد الداخلين، وتطبيق تجربة لتصميم وإنشاء مجمع نموذجي للخيام متعددة الأدوار لإسكان عدد محدود من الحجاج بمنى وتقييمها كبديل اقتصادي عن البناء في سفوح الجبال بمشعر منى. كما دعت التوصيات إلى بناء مشروع علمي متكامل مبني على أحدث التقنيات والدراسات العلمية وقائم على منظومة معلوماتية متكاملة وقاعدة بيانات دقيقة للمساهمة في إدارة الأزمات والحشود في الحج والعمرة، وتوفير نظم إنذار مبكر لرصد علامات الخطر وإيصالها إلى أصحاب القرار، واستخدام التمثيل المرئي للبيانات لمساعدة متخذي القرار لتحسين خدمات الحج والعمرة والزيارة، والعمل على التطوير المستمر لصفحات المؤسسات المعنية بالحج على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة، إضافة إلى العربية والإنجليزية ليستفيد منها جميع الحجاج، مع تدريب الكوادر البشرية القائمة عليه، وإتقانهم أكثر من لغة للتفاعل مع جمهور تلك الصفحات، والتوسع في تطبيق خدمات النقل العام الترددي لنقل الحجاج والمعتمرين والمصلين والزوار من وإلى المسجد الحرام والمسجد النبوي، وإعطاء أفضلية للحافلات ومواقفها المرقمة على الطرق الرئيسة والمتفرعة منها بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوفير خدمة الحجز الإلكتروني لرحلات الحافلات من الباب إلى الباب للمجموعات، وفق برامج التفويج. وأكد المشاركون في ختام توصياتهم على أهمية توأمة مستشفيات المشاعر المقدسة مع مستشفيات العاصمة المقدسة ومدينة الملك عبدالله الطبية، لتحسين الخدمات وتوازن جهود العنصر البشري المقدم للخدمة، وبخاصة في مجال أعمال الصيانة، والإمداد، والهندسة الطبية، والإسناد ونحوها. ورفع المشاركون في الملتقى شكرهم وتقديرهم وعرفانهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على رعايته الكريمة الملتقى، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ورئيس اللجنة الإشرافية على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة -أيده الله- على تشرفه بافتتاح الملتقى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين. وثمنوا في توصياتهم الجهود المباركة التي تبذلها الحكومة الرشيدة -وفقها الله- لخدمة ضيوف الرحمن وقاصدي الحرمين الشريفين من حجاج ومعتمرين وزوار، متضرعين إلى المولى -عز وجل- أن يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها واستقرارها وازدهارها وقيادتها الحكيمة وشعبها المضياف.