تجتذب شلالات وادي الريان بمحافظة الفيوم، في مواسم الصيف آلافاً من الباحثين عن الاستمتاع بجمال الطبيعة وسحرها الأخاذ، ما يجعلها بحق واحداً من أهم المزارات السياحية في مصر الوسطى، وإحدى المناطق التي يقبل عليها المصريون في سياحة اليوم الواحد. وتستغرق الرحلة من القاهرة إلى محمية وادي الريان في الفيوم ما يصل إلى نحو ساعتين، حيث تبعد المحمية عن العاصمة المصرية بمسافة نحو 170 كيلو متراً، وقد أعلنت الحكومة المصرية المنطقة برمتها محمية طبيعية، منذ ما يزيد على عشرين عاماً، نظراً لما تضمه من طبيعة ساحرة ومشاهد خلابة تسر الناظرين. وتعد شلالات وادي الريان هي الوحيدة من نوعها في مصر، وهي درة التاج في محمية وادي الريان، التي تجذب بطبيعتها الساحرة العديد من أنواع الطيور المهاجرة كل عام، إلى جانب العديد من مشاهد الحياة البرية، وهو ما دفع جهات عالمية عدة إلى إدراج المحمية ضمن أبرز المحميات الطبيعية لحياة الطيور والحيوانات البرية النادرة، التي تجد في الطبيعة الجغرافية للمحمية ملاذاً آمناً للحياة، نظراً لما تضمه من شواطئ صافية. وتمتد محمية وادي الريان على مساحة تصل إلى 175 كيلو متراً عند الجزء الجنوبي الغربي من محافظة الفيوم، وتضم بحيرتين، تشكلتا حديثاً في مطلع سبعينات القرن الماضي، نتيجة غمر المنخفض الصحراوي بالوادي، بفائض مياه الصرف الزراعي، وهو ما ساهم في نمو مساحات كبيرة من الأحراش بالقرب من شواطئ البحيرتين، كانت سبباً في جذب العديد من أنواع الطيور المهاجرة للإقامة، إلى جانب العديد من الحيوانات النادرة. وتصل شلالات وادي الريان بين البحيرتين، وساهم اندفاع الماء من البحيرة العليا إلى السفلى، عبر الشلالات في تحول المنطقة إلى مزار يجذب آلافاً من المصريين، خاصة في أشهر الصيف، للاستمتاع باعتدال الطقس، وممارسة العديد من الرياضات المائية في البحيرتين، فضلا عن رياضة السفاري في الصحراء ، وركوب الخيل. ولا ينافس شلالات الريان في الفيوم، سوى منطقة واحة العيون، وهي إحدى الواحات القريبة من البحيرتين العليا والسفلى، وتتكون من كثبان رملية طويلة كثيفة متحركة، ما يؤهلها لممارسة رياضة التزحلق على الرمال، حيث تقع منطقة العيون بين أحضان هضاب طبيعية من الحصى الجيري يطلق عليها الأهالي في تلك المنطقة جبال مناقير الريان، التي تتميز بالحقول الرملية الممتدة، وينابيع المياه الكبريتية المتدفقة من قلب الرمال. وتعد منطقة جبل المدورة، إحدى المناطق التي يمارس فيها الزائر رياضة التزحلق على الرمال، وهي تتميز برمالها الناعمة، التي قلما يوجد مثيل لها في العالم، وتشمل إلى جانب تلة المدورة، عشرات من الأخاديد العميقة، ما يجعلها من الأماكن المفضلة للسائحين. وتتوسط البحيرة المسحورة المحمية على نحو فريد، وهي تتميز بمياهها العذبة، على خلاف المياه في البحيرتين الكبيرتين، وهو ما دفع الأهالي إلى إطلاق اسم البحيرة المسحورة عليها.