الجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويف مليئة بالهواء ومبطنة من الداخل بغشاء مخاطي يطرح مفرزات يتم تصريفها في الأحوال الطبيعية عبر منظومة صرف تتألف من أقنية لها فتحات صغيرة تطل على تجاويف الأنف. لكن الإصابة بعدوى الرشح قد تمتد أحياناً إلى الجيوب الأنفية فتتعطل منظومة الصرف الطبيعي للمفرزات المخاطية فتتراكم هذه في قلب الجيوب مسببة المعاناة من عوارض شتى، مثل الصداع، وارتفاع الحرارة، وانسداد الأنف، والألم وحس الثقل في منطقة الجيب المصابة وحول العينين والخدين، وفي بعض الأحيان قد يحدث الألم في الأسنان الواقعة على تماس مباشر مع الجيب المصاب. وكي يتم تفادي حدوث أزمة التهابية في الجيوب الأنفية، عقب الإصابة بعدوى الرشح، فإنه لا بد من الحرص الشديد على منع تراكم المفرزات المخاطية في الجيوب الأنفية، عن طريق التقيد ببعض النصائح البسيطة التي تعطي عادة نتائج طيبة على هذا الصعيد، مثل البقاء في المنزل في جو معتدل الحرارة، وعدم الانحناء أو إمالة الرأس إلى الأمام، وتناول المسكنات، ووضع كمادات دافئة على الوجه، واستنشاق الأبخرة المتصاعدة من وعاء يساعد على تصريف المفرزات المكتومة في الجيوب، وتجنب الإجهاد والنشاط المفرط، والابتعاد عن الأجواء التي تعبق بالدخان والمخرشات والغبار، والتمخيط بطريقة سليمة لمنع دفع العدوى باتجاه الجيوب الأنفية. وإذا لم تعط هذه الإرشادات النتيجة المرجوة وحصل الالتهاب في الجيوب الأنفية فلا مفر عندها من تطبيق بعض العلاجات، مثل مضادات الاحتقان، وبخاخات الأنف الستيروئيدية، ومضادات الهستامين، وقد يقتضي الأمر جلسة لغسل الجيوب لدى الطبيب المختص في الأذن والأنف والحنجرة من أجل توسيع فتحات الجيوب التي اعتراها الضيق جراء الالتهابات المتكررة، وفي حال وجود عدوى بكتيرية ثانوية تالية لعدوى الرشح فلا مناص من المضادات الحيوية.