×
محافظة المنطقة الشرقية

العويس: «جائزة الإمارات» تؤكد إيمان الدولة بدعم منظمة الصحة العالمية

صورة الخبر

سيذكر التاريخ أن مؤتمر حركة النهضة العاشر الذي اُفتتح الأسبوع الماضي كان منعطفاً مهماً في تطور الحياة السياسية في تونس بشكل خاص وفي الإسلام السياسي بشكل عام، فقد أعلن زعيم الحركة الشيخ راشد الغنوشي في المؤتمر، عن ما يمثل مبدأ فصل الدين عن السياسة، وأكد حرص حركته «على النأي بالدين عن المعارك السياسية، والتحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة وعن التوظيف الحزبي حتى تكون المساجد جامعة لا مفرقة» وأضاف: «إننا جادون للاستفادة من أخطائنا قبل الثورة وبعدها، ونعترف بها. نحن حركة تتطور ولا تستنكف من أن تسجل على نفسها أخطاء». في المقابل نجد في تركيا، التي كانت سباقة لفصل السلطة الدينية عن السلطة المدنية في عشرينيات القرن الماضي، عودة على يد رجل (حزب العدالة والتنمية الإسلامي) القوي رجب طيب أردوغان إلى ما يمكن أن يعتبر تراجعاً حثيثا عن ذلك الفصل. إذ أعلنت نخبة الحزب حال تسلمها السلطة سنة 2002 أنّ التزام الفكر الكمالي بالفصل الصارم بين الدين والدولة لم يكن طبيعياً واعتبرت أنّ الإظهار العام للتديّن في الدولة، مقبول بالكامل. بعد تسلّمه رئاسة الحكومة عام ٢٠٠٢، استغل أردوغان صلاحياته التنفيذية الكبيرة من أجل تحقيق مشروعه وهو السعي إلى عكس إرث (الفكر الكمالي). في خمس سنوات تضاعف عدد مدارس (إمام خطيب) الدينية الممولة من القطاع العام في تركيا والتي يلتحق بها تلقائياً التلاميذ الذين يعجزون عن الدخول إلى المدارس الثانوية رفيعة المستوى، في حين يصبح التعليم العلماني ذو المستوى الجيّد بشكل متزايد بعيداً عن متناول العديد من الطلّاب. على مستوى العلاقة بين الجنسين اتّخذ أردوغان مواقف معينة فقد صرح ذات مرة قائلاً «لا يمكن مساواة المرأة بالرجل. فهذا مخالف للخلق، إنّه مخالف للطبيعة». كما أن المرأة تغيب بشكل ملحوظ عن السياسة التركية والمناصب العامة. شهدت تركيا حسب دراستين قامت بهما منظمة مراسلون بلا حدود تراجعاً في حرية التعبير منذ بداية تسلّم حزب العدالة والتنمية للسلطة. وعلى الرغم من أن تركيا يحكمها دستور علماني،. إلا أن القضاء شهد العديد من المحاكمات التي أخضعت فيها حريّة التعبير للدين. عندما انتهت مدته دستورياً وانتخب رئيسا للجمهورية عمل أردوغان على إقرار صلاحيات تنفيذية لموقعه الجديد الذي ظل شرفياً طوال العقود الماضية. مما أدى لأن تعصف بتركيا حالياً مشاكل سياسية، كان آخرها استقالة زعيم حزب العدالة والتنمية داوود أوغلو من منصبه كرئيس للوزراء وكزعيم للحزب. على النقيض من ذلك، في تونس قام الرئيس التونسي وزعيم حزب نداء تونس العلماني المنافس لحركة النهضة الباجي قائد السبسي في لفتة تضامنية بين النخب السياسية التونسية بافتتاح مؤتمر حركة النهضة. تترسخ مع الوقت صورة تركيا كقوّة (سنّية) إقليمية بسبب علاقاتها بجماعات الإسلام السياسي في المنطقة، في حين يؤكد الغنوشي بوضوح في خطابه «أن حركتنا بفصلها الدعوة عن السياسة تؤكد التمايز الواضح بين المسلمين الديمقراطيين وبين تيارات التشدد والعنف التي تنسب نفسها ظلماً وزوراً إلى الإسلام».