في كل عام يحلُّ علينا «على غفلة» موسم الصيف، والإجازات، ونحن لا نعلم كيف انقضى العام السابق، ووصلنا إلى هذا الموسم على حين غفلة. بعضنا يحاول الهروب من الموسم عبر قروض بنكية، والتوجه إلى دول تكون غالباً أكثر برودة من بلادنا بقليل، وللعلم فإن نسبة الذين يسافرون إلى الخارج من المواطنين لا تتعدى 20 %، ومَن يخطط للإجازة من بين هذه النسبة لا يتجاوز عددهم غالباً 1 %. لعل مسألة التخطيط لدى الأفراد هي ثقافة وممارسة، وكان من الواجب أن يتعلمها الفرد من البيئة التعليمية، وكذلك من «ثقافة الوزارات» والأعمال التي يقوم بها، بمعنى أن هناك حالة غياب للوعي التخطيطي، وعلى ما أذكر أن هناك وزارة متخصصة بذلك اسمها التخطيط لم تخطط شيئاً حتى الآن، فكيف الحال مع المواطن إذاً؟ «ما علينا». التخطيط للإجازة يجب أن يتم بشكل جماعي، لا فردي، ومن الملاحظ أن الحديث عن الإجازات يتمحور في جله حول المهرجانات، التي تطلقها بعض أمانات المناطق، وبسبب كثرة تكرارها أصبحت شبه بالية، ولا يرتادها إلا عدد قليل جداً من مواطني تلك المناطق. من جهة أخرى نجد أن الانتقال بين مدن المملكة أصبح مكلفاً جداً كما أن هناك أريحية لدى أصحاب الشقق المفروشة والفنادق في رفع الأسعار إلى الضعف بسبب غياب الرقابة، ما يجعل السفر إلى الخارج أقل تكلفة من نظيره الداخلي، حيث تقدم شركات السياحة خيارات عدة منها زيارة ثلاث دول أوروبية «شاملة السكن والتنقل» بتكلفة لا تتجاوز سبعة آلاف ريال سعودي، بينما تكلف زيارة واحدة إلى أقرب مدينة سياحية في المملكة أضعاف هذا المبلغ، وهذا يأتي بسبب زيادة وعي المسؤولين في تلك الدول بضرورة زيادة عدد السياح عن السنوات السابقة، فيقومون بوضع خطط مشتركة مع جميع الجهات لجذب السياح من كافة دول العالم. وحقيقة، يلاحظ الجهد الذي تبذله هيئة السياحة في المملكة لزيادة هذا الوعي، وافتتاح مشاريع سياحية عدة، ولكن هذا العمل ما لم يكن جماعياً ومدعوماً بقوة من جميع الجهات ذات العلاقة بالموضوع فسيبقى مجرد طموح في الوصول إلى الأفضل، كما أن غياب فكرة تخطيط مدننا بشكل سياحي جاذب، سيجعلنا عاجزين عن الوصول إلى المواطن، وبالتالي سيبقى أسير تلك العروض التي يسيل لها اللعاب مع مطلع كل موسم سياحي يأتينا «فجأة» كل صيف، بينما يتم التخطيط له طول العام في باقي الدول.