المئات من عائلات قتلى هجمات باريس الأخيرة والناجين التقوا الثلاثاء لأول مرة ستة قضاة محققين في ملابسات هذه الاعتداءات التي أزهقت أرواح مائة وثلاثين شخصا وخلَّفت نحو ثلاثمائة وخمسين جريحا في عدة أحياء من العاصمة الفرنسية وضواحيها قبل ستة أشهر. يوم الأربعاء سيخصَّص للحديث عن الاعتداء على قاعة العروض الفنية لو باتاكلان لتنتهي هذه اللقاءات، التي تحتضنها المدرسة العسكرية (Ecole Militaire) لاستحالة استقبال الجميع في قصر العدالة، يوم الخميس. كلير هود قريبة أحد قتلى مقهى بيل إيكيب (Belle Equipe) تقول: إنه أول لقاء هنا كادعاء. اليوم، إننا جميعا هنا من أجل فهم ما الذي جرى. شقيقتي كانت حول طاولة في سطح الحانة تتناول العشاء، وفجأة لم تعد أبدا إلى البيت بعد عشائها. بعض المشاركين في هذا اللقاء يلومون نقائص أجهزة الأمن الفرنسية والبلجيكية على حد سواء، فيما يهتم البعض الآخر أكثر بالظروف التي فقد فيها أقاربُهم وذويهم حياتهم. سبعون من أهالي الضحايا أوكلوا قضاياهم للمحامي جيرارْدْ شَمْلَة الذي يوضح ما ينتظره موكلوه من هذااللقاء بالقول: سيشرحون ما الذي فعله القضاء الفرنسي وما الذي ينوي فعله. وقد نسأل القضاة أيضا عمّا لم يفعلوه. لماذا لم نتمكن من الوقاية مما كان يحدث في بلجيكا وكيف لم نتمكن من توقيف صالح عبد السلام مبكرا؟ إنها أسئلة جوهرية في هذه القضية. هذه اللقاءات عن هجمات باريس الدامية التي وقعت في الثالث عشر من نوفمبر/تشرين الثاني في ملهى لوباتاكلان وقرب ملعب سْتَاد دُوفْرانس لكرة القدم وقرب ساحة الجمهورية في قلب العاصمة الفرنسية تأتي بعد أربعة أيام من جلسة استماع لصالح عبد السلام أحد المشتبَه فيهم التورط في هذه الاعتداءات والذي ما زال ملتزما الصمت حول هذها القضية.