«عندما تصمت السماوات... أوقفوا القتل غير المشروع والإتجار بالطيور المهاجرة». بذلك الشعار المؤثر، أطلقت «المعاهدة الخاصة بالأنواع المهاجِرة» و»الاتفاقية الأفريقية- اليورو آسيوية للطيور المهاجرة»، صرخة تحذير في «اليوم العالمي للطيور المهاجرة» World Day of Immigrant Birds، الذي يوافق 10 أيار (مايو) سنوياً. وفي ذلك اليوم، ركزت التقارير على ما يحدث من قتل غير مشروع وتجارة في منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا، وهي المناطق الدافئة التي تلجأ إليها ملايين الطيور. وللأسف، تشير الأرقام إلى وجود ما يزيد على 6 ملايين طائر مهاجر يجري اصطيادها في شكل غير قانوني عبر مئات الكيلومترات على شواطئ شمال أفريقيا. وبديهي القول إن ذلك يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة، وتطبيق قوانين حماية الطيور المهاجرة، وتبادل المعلومات والخبرات في ذلك المجال. وتشهد القاهرة في تموز (يوليو) المقبل اجتماعاً لمناقشة تلك الأوضاع، مع عرض دراسات متوسعة عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية للصيد غير المشروع للطيور المهاجرة. حتى الأسماك تعاني من أنانية الإنسان وجشعه وعدم إدراكه ضرورة السلوك الرشيد مع الكائنات كافة، إذ تتحرك الأسماك في الأنهار والمسطحات المائية كي تنتقل من المناطق الباردة إلى المناطق الدافئة للتكاثر. وتقطع مسافات تصل أحياناً إلى 6000 كيلومتر. وبذا، تتعرض لمخاطر كثيرة كالسدود والصيد الجائر والتلوث بأنواعه، ما يؤثر مباشرة على الإنتاج السمكي. وتشكل الأسماك المهاجرة حلقة وصل أساسية في السلسة الغذائية، كما تؤدي دوراً مهماً في إنتاجية الأنهار وصحتها. ويعتمد ملايين الناس على الأسماك في عيشهم. ويعتمد 48 مليون إنسان على هجرة الأسماك في نهر «ميكونغ» في جنوب شرقي آسيا، بوصفها مصدراً للغذاء. وفي حوض نهر كولومبيا، قُدر الفاقد في إنتاج السمك بقرابة 6،5 بليون دولار بين عامي 1960 و1980. ومع اتخاذ خطوات جادة لمنع ذلك الفقد، جرت استعادة مليون سمكة سلمون في العام 2015.