وجّهت إيران أمس ضربة إلى أسواق النفط التي حققت خلال الأسابيع الماضية انتعاشاً، إذ أصرت على أنها لن تثبت إنتاج الخام ما أعاد انتباه المستثمرين إلى تخمة المعروض في الأسواق العالمية. ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن نائب وزير النفط الإيراني ركن الدين جوادي، إن بلاده لا تعتزم تثبيت مستويات إنتاج النفط وتصديره وهي تعمل لزيادة الصادرات إلى المستوى الذي كانت عليه قبل العقوبات. وصرح جوادي وهو أيضاً رئيس «شركة البترول الوطنية» للوكالة: «في ظل الظروف الحالية لم تضع الحكومة أو وزارة النفط أي سياسة أو خطة لشركة البترول الوطنية الإيرانية لوقف زيادة إنتاج النفط وصادراته». وقال: «حالياً تبلغ صادرات الخام بعد استبعاد مكثفات الغاز مليوني برميل يومياً، وستصل طاقة التصدير إلى 2.2 مليون برميل في منتصف الصيف». هذه المواقف لقيت صدى في السوق فهبطت أسعار التعاقدات الآجلة لخام «برنت» 41 سنتاً إلى 48.31 دولار للبرميل، وهبطت أسعار التعاقدات الآجلة للخام الأميركي 50 سنتاً عن سعر إغلاق الجمعة إلى 47.91 دولار. وفاق تأثير تلك التصريحات مفاعيل المخاوف في شأن توقف غير مخطط لبعض الإنتاج العالمي من النفط لأسباب أبرزها حرائق الغابات في كندا وتعثر الإنتاج في ليبيا ونيجيريا. وأظهرت بيانات الجمارك أن روسيا أصبحت أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين للشهر الثاني في العام الحالي وتجاوزت شحنات نيسان (أبريل) الواردات من السعودية وسجلت مستوى قياسياً مع استمرار الطلب القوي من المصافي المستقلة. وقفزت واردات النفط الصينية من روسيا 52.4 في المئة في نيسان مقارنة بمستواها قبل سنة لتصل إلى 1.17 مليون برميل يومياً متجاوزة المستوى القياسي السابق عند 1.13 مليون برميل في كانون الأول (ديسمبر). وتراجعت الواردات في الشهر ذاته من السعودية بنسبة 21.8 في المئة عن مستواها قبل سنة لتصل إلى مليون برميل يومياً ولكنها زادت على 936.5 ألف برميل يومياً في الشهر السابق. وارتفعت صادرات العراق إلى الصين 11.25 في المئة في نيسان إلى نحو 764.8 ألف برميل يومياً. وفي أول أربعة أشهر من السنة زادت واردات الصين من العراق 10.24 في المئة. إلى ذلك، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «برتامينا» الإندونيسية الحكومية للطاقة، دوي سويتجيبتو، إن شركة «أرامكو» السعودية مستعدة لتصدير ما يصل إلى 270 ألف برميل من النفط الخام يومياً إلى مصفاة ستشارك في تحديثها مع شركته. ووقعت الشركتان عقد خدمات هندسية وخدمات للمشروع مع «أميك فوستر ويلر» التي ستتولى التصميم الهندسي الأساس لتحديث مصفاة «سيلاكاب» في وسط جاوة بكلفة خمسة بلايين دولار. وقال سويتجيبتو لصحافيين: «أرامكو عازمة على أن تجعل مصفاة سيلاكاب الأفضل في آسيا». وأضاف أن الشركة الإندونيسية ستستحوذ على حصة تتراوح بين 55 و60 في المئة في مشروع المصفاة المشترك مع «أرامكو» التي ستتملك الحصة المتبقية. وتستهدف الشركتان الانتهاء من تحديث المصفاة بحلول نهاية 2022. وتورد «أرامكو» حالياً نحو 125 ألف برميل من الخام يومياً للمصفاة. وقال سويتجيبتو إن تحديث «سيلاكاب» قد يكون الأول بين مشاريع عدة لمحطات تكرير تدرسها «أرامكو» في إندونيسيا، مشيراً إلى استثمارات محتملة في محطات سيلاكاب وبالونجان ودوماي تصل إلى 15 بليون دولار. وقال نائب رئيس «أرامكو» للأعمال الدولية، سعيد الحضرمي، إن الشركة تركز على تطوير «سيلاكاب» ما يعزز مكانتها في سلاسل الطاقة العالمية. وأضاف أنها تأمل أيضاً في الفوز بعقد مشروع مصفاة «توبان» الإندونيسية مشيراً إلى أن الشركة أبدت اهتمامها بالمشروع في 2012. ومن ليبيا، قال ناطق باسم «المؤسسة الوطنية للنفط» ومقرها طرابلس إن إنتاج الخام تجاوز 300 ألف برميل يومياً بعد إعادة تشغيل مرسى الحريقة في شرق البلاد. وأضاف أن الإنتاج قد يصل قريباً إلى ما بين 350 و360 ألف برميل يومياً حسب الوضع في حقل «السرير» النفطي ومدى توافر الكهرباء. بدورها، أعلنت «شركة نفط البحرين» (بابكو) تأسيس مشروع مشترك مع شركة «غرينرجي» البريطانية المتخصصة في تخزين النفط وخلطه للمساعدة في تغطية الطلب البحريني على البنزين. وأشارت إلى إن شركة «البحرين لمزج الغازولين» ستستعين بالبنية التحتية لـ «بابكو» وإنتاجها من البنزين إلى جانب خبرة الشركة البريطانية في مجالات الخلط وعمليات المرافئ والتجارة لتغطية الطلب المحلي على مكونات خليط البنزين وخلق فرص للاستيراد والتصدير. وستبدأ شركة البحرين عمليات خلط البنزين في مصفاة «بابكو» باستخدام مكونات محلية الإنتاج وأخرى ستشتريها من أطراف ثالثة. وسيباع منتج البنزين النهائي لـ «بابكو» ولزبائن في المنطقة والخارج.