شكك القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، ثروت الخرباوي، في جدية إعلان الغنوشي، قائلا "مستحيل أن يتحول حزب ديني إلي ليبرالي، ولا يمكن تحويل بوصلة مجتمع يضم 500 ألف شخص فجأة، لا يمكن أن يتحولوا بقرار إلى حركة ليبرالية، يفصل بين الدين والدولة". وأرجع الخطوة إلى الضربات الأمنية التي وجهت للإخوان في مصر، علاوة على الجدل حول العالم عن علاقة تنظيم الإخوان بالإرهاب في مختلف أنحاء العالم، الذي أصبح شبه مؤكد، لذا فضلت حركة النهضة أن تتراجع عدة خطوات، وتبتعد من ناحية الشكل فقط، وليس المضمون والممارسة، عن الإخوان، ليكون للنهضة حرية الحركة". وتوقع الخرباوي أن تنشئ الحركة جمعيات دينية، ومدارس تعليم اللغة العربية، لتجنيد الأفراد للحركة، بحيث تكون تلك الجمعيات والمعاهد بابا للإعداد السري لكوادر تنظيم آخر بعيدا عن الحزب، لكنه ينتمي للحركة، مؤكدا أن الحبل السري لن ينقطع بين الإخوان والنهضة مهما كذبوا وادعوا غير ذلك. وتابع "الغنوشي يتبع التقية ليسير في اتجاه معاكس بعدما يوهم الجميع أنه يسير في اتجاه آخر. نضوج التجربة قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد بان، قال إن تجربة الإخوان في تونس تقوم على مقاصد الشريعة، بينما في مصر تقوم على النصوص، لذا ظهرت الأخيرة أكثر جمودا، وانفصالا عن الواقع، لافتا إلى أن إخوان المغرب العربي يميلون إلى العمل الجماعي مع مختلف مكونات المجتمع، لذلك حتى لو حصلوا على الأغلبية في البرلمان لا يشكلون الحكومة منفردين، ولكن بالتوافق، كي لا يضطر خصومهم إما للتحالف مع القوات المسلحة أو قوى أجنبية لإسقاط حكمهم، وهذا ما عبر عنه الغنوشي عام 1996، واعتبر ذلك براعة في قراءة الواقع، بدليل أن مؤتمر إعلان النهضة انفصالها عن الإخوان، حضره الرئيس التونسي باجي قائد السبسي، ولم يحضره الرئيس السابق منصف المرزوقي، القريب من النهضة. وأضاف "التجربة في مصر مختلفة، بسبب الجمود الشديد في الرؤية عند الجماعة المنقسمة الآن إلى ثلاث اتجاهات، لم ينتصر أحدها على الآخر، فالفريق الأول يطالب بتطليق العمل السياسي بالكلية، والفريق الثاني مع الخلط بين ما هو دعوي وسياسي، والفريق الثالث مع التحول إلى حزب سياسي وترك الدعوة".