كان الهلال يقف أمام خطوات بسيطة تفصله عن نهائي دوري أبطال آسيا النسخة الماضية، حيث كان متعادلا حينها مع فريق أهلي دبي الإماراتي بهدفين لمثلهما والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، قبل أن يرتكب لاعبو الفريق الأزرق خطأ فادحا بالقرب من منطقة الجزاء الزرقاء ومعها نجح الفريق الإماراتي بتسجيل الهدف الثالث وخطف بطاقة العبور نحو المباراة النهائية. ويوم أمس أعاد الهلال السيناريو ذاته بخروجه المرير في الموسم الماضي، بعدما رمت به الأخطاء القاتلة للاعبيه خارج دائرة المنافسة القارية التي كان يعلق عليها آمالا كبيرة في إنقاذ موسمه من الفشل. كان الهلال في مباراته أمام لوكوموتيف بحاجة إلى تحقيق الفوز بأي نتيجة أو التعادل الإيجابي لخطف بطاقة العبور نحو دور الثمانية بعدما تعادل الفريقان سلبا دون أهداف في مواجهة الذهاب التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض. انطلقت المباراة وأحرز الفريق الأوزبكي هدفه الأول بعد خطأ دفاعي فادح وضعف متابعة من قبل الحارس فهد الثنيان، مع انطلاقة شوط المباراة الثاني كان الهلال بحاجة إلى هدف وحيد كفيل بنقله إلى الدور القادم من البطولة، إلا أن لاعب خط المحور سلمان الفرج بلقطة عادية ارتكب حماقة كروية عندما تسبب في خطأ لصالح الفريق الأوزبكي الذي يجيد التعامل مع الكرات العرضية. وكما هو متوقع نجح فريق لوكوموتيف باستثمار الخطأ الذي تسبب به سلمان الفرج ونجح في تعزيز تقدمه بهدف ثان مع انطلاقة الشوط الثاني الذي كان يحاول من خلاله فريق الهلال إدراك التعادل في أقل الأحوال من أجل مواصلة مشواره في البطولة الآسيوية. ودع الهلال البطولة القارية هذه المرة سريعا بعدما اعتاد في النسختين الأخيرتين للبطولة مواصلة المشوار حتى الرمق الأخير في نسخة 2014 التي بلغ فيها نهائي البطولة أمام فريق ويسترن سيدني الأسترالي وخسرها، إضافة إلى النسخة الأخيرة للبطولة التي بلغ فيها الفريق الأزرق دور نصف النهائي أمام فريق أهلي دبي الإماراتي. خروج الهلال يوم أمس من البطولة القارية قاده للحاق بالفرق السعودية الثلاثة التي ودعت البطولة سريعا من دور المجموعات وهي الاتحاد والنصر والأهلي بمشاركة باهتة لم يعتاد عليها الجمهور الرياضي، ليظل دور ربع نهائي دوري أبطال آسيا هذا الموسم خاليا من وجود أي فريق سعودي للمرة الأولى منذ موسم 2008. بعد تعادل الفريق في مواجهة الذهاب التي أقيمت في العاصمة الرياض أمام فريق لوكوموتيف الأوزبكي قررت إدارة النادي بقيادة الأمير نواف بن سعد إقالة المدرب اليوناني دونيس وإسناد المهمة المؤقتة للمدرب الوطني عبد اللطيف الحسيني الذي سارع لعقد مؤتمر صحافي للحديث عن مهمته في المباراة الواحدة، قبل أن يعود في المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة للتأكيد بأنه سيفاجئ الفريق الأوزبكي بطريقة لعب تقوده للتأهل. في موقعة طشقند لم تظهر للمدرب المؤقت الحسيني أي بصمة على الفريق الأزرق، حيث دخل المباراة بأسماء مقاربة للتي خاضت المباراة السابقة تحت قيادة اليوناني دونيس باستثناء إبعاد أحمد شراحيلي والزج بياسر الشهراني بعد عودته من الإصابة واللعب بأربعة مدافعين، إضافة إلى إشراك سعود كريري بديلا عن عبد الله عطيف. بعد تأخر الهلال بالهدفين التي سجلهما الفريق الأوزبكي في شوطي المباراة تأخر المدرب الحسيني بإجراء تبديلات من شأنها أن تساهم في تغيير حال الفريق في ظل تواضع أداء عدد من لاعبيه، حيث اكتفى بالزج بمحمد الشلهوب بديلا عن نواف العابد الذي كان يخشى عليه من الطرد بالبطاقة الحمراء نظير رعونته الكبيرة في الشوط الأول، قبل أن تحضر تبديلاته في وقت متأخر من عمر المباراة. أنهى الهلال يوم أمس موسمه الكروي بالفشل وعدم القدرة على التأهل أمام فريق متواضع على صعيد بطولة دوري أبطال آسيا ليعيد للأذهان خروجه من البطولة ذاتها في دور الـ16 من أمام فريق أم صلال القطري في نسخة 2009. وعلاقة الهلال بدوري أبطال آسيا بشكلها الجديد لم تكن إيجابية، حيث باتت البطولة حلما يسعى خلفه الفريق الأزرق كل موسم لكنه يسقط قبل حمل كأس البطولة أمام فرق لا تحمل تاريخا كبيرا في البطولة ولا تملك مستويات فنية مميزة. ويعتبر الهلال من أكثر الفرق السعودية حضورا في دوري أبطال آسيا، حيث داوم على المشاركة في البطولة القارية منذ ثمانية مواسم بصورة متواصلة، حيث بدأت علاقته مع البطولة التي لم تنقطع منذ موسم 2009 التي خرج منها من دور الـ16 أمام فريق أم صلال القطري عن طريق ركلات الترجيح. وفي الموسم الذي يليه نجح الهلال في المضي قدما في البطولة القارية وبات قريبا من بلوغ المباراة النهائية لها قبل أن يخسر في دور نصف نهائي البطولة من أمام فريق ذوب آهن الإيراني بهدفين دون رد في مجموع المباراتين، أما في موسم 2011 فقد عاد الهلال ليودع البطولة من دور الـ16 إثر خسارته من مواطنه فريق الاتحاد بثلاثة أهداف لهدف. وفي نسخة 2012 نجح الهلال في التأهل لدور ربع نهائي البطولة لملاقاة فريق أولسان هيونداي الكوري الجنوبي الذي نجح في الفوز عليه ذهابا بهدف يتيم دون رد قبل أن يقسو عليه في مواجهة الإياب التي أقيمت في العاصمة الرياض بأربعة أهداف دون رد، عاد الهلال في الموسم الذي يليه للخروج مبكرا من البطولة القارية في دور الـ16 من أمام فريق لخويا القطري. وفي نسخة 2014 سجل الهلال واحدة من أفضل مشاركاته في البطولة القارية بشكلها الجديد بعدما بلغ نهائي البطولة لمواجهة فريق ويسترن سيدني الأسترالي لكنه خسر اللقب إثر خسارته بهدف يتيم دون رد لصالح الفريق الأسترالي سجله في مواجهة الذهاب، وفي النسخة الماضية للبطولة بلغ الفريق الأزرق دور نصف النهائي قبل أن يخسر من أمام فريق أهلي دبي الإماراتي. ودع الهلال المنافسة القارية، ليؤجل حلمه بتحقيق اللقب حتى النسخة القادمة من البطولة التي سيشارك فيها بصفته وصيفا لبطل دوري المحترفين السعودي، ويظل السؤال الذي يترقبه كل أنصار الفريق الأزرق هل سينجح الهلال في موسمه القادم بمعانقة اللقب الحلم أو سيستمر في مطاردته؟