يُنظر إلى منتخب سويسرا الشاب والمتعدد الثقافات والخلفيات في المعتاد باعتباره قصة نجاح على الصعيدين الرياضي والسياسي، لكن ظلالا أحاطت بالفريق قبل توجهه إلى فرنسا للمشاركة في بطولة أوروبا لكرة القدم 2016. وبدا المستقبل مشرقا تماما لسويسرا قبل عامين عندما هزمت الإكوادور وهندوراس في كأس العالم وكانت على بعد دقيقة واحدة من اللجوء لركلات الترجيح أمام الأرجنتين. لكن المنتخب السويسري يبدو أنه ضلّ طريقه منذ اعتزال المدرب المخضرم اوتمار هيتسفيلد وتولي فلاديمير بتكوفيتش المسؤولية خلفا له. وقال بتكوفيتش عند تعيينه إنه يرغب في أن يسيطر منتخب سويسرا على اللعب في مبارياته ضد كل منافسيه بأسلوب لعب هجومي قوي، لكنه واجه صعوبات إلى الآن في تطبيق هذه الطريقة. وبدلا من ذلك لا تزال سويسرا تبدو أكثر ارتياحا عندما يأخذ المنافس زمام المبادرة. كما ازدادت المشكلة الدائمة المتعلقة بمستوى اللاعبين مع أنديتهم. ولم ينجح القائد جوكان اينلر في الحصول على مكان أساسي في تشكيلة ليستر سيتي هذا الموسم بعد انتقاله من نابولي، واستبعد بالفعل من تشكيلة سويسرا المبدئية للبطولة الاوروبية. ويمثل مستوى مهاجمي سويسرا - وكلهم يلعبون في الدوري الألماني - مصدر قلق آخر في ظل معاناة حارس سفيروفيتش وادمير محمدي في تسجيل الأهداف بينما من المرجح أن يغيب يوسيب درميتش عن البطولة بسبب الإصابة. وكان مستوى المنتخب السويسري متذبذبا في التصفيات وفشل في تقديم أي أداء قتالي في هزيمتين أمام انجلترا. وفي النهاية انتظر المنتخب السويسري حتى الدقائق العشر الأخيرة من مباراته على أرضه ضد سلوفينيا عندما عوض تأخره 2-صفر ليفوز 3-2. ولو فازت سلوفينيا في هذه المباراة لكانت سويسرا احتلت المركز الثاني واضطرت لخوض ملحق التصفيات. وحتى سمعة المنتخب السويسري كمثال على التكامل واجهت انتكاسة، عندما قال الظهير ستيفان ليشتشتاينر إن الفريق يضم عددا كبيرا جدا من اللاعبين الذين ينحدرون من أصول غير سويسرية. وتجلى مستوى سويسرا الضعيف في مباراتين وديتين في مارس آذار حين خسرت أمام ايرلندا والبوسنة دون أن تسجل أي هدف ما يوحي بأنها قد تواجه صعوبات كبيرة من أجل فقط تجاوز الدور الأول في فرنسا.