واصلت أسعار النفط هبوطها للجلسة الرابعة على التوالي، أمس، بعد أن أصرت إيران على أنها لن تثبت إنتاج الخام، ما أعاد انتباه المستثمرين إلى تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية، فيما ذكر بنك مورغان ستانلي، أن اكتشافات النفط العام الماضي هوت إلى أقل مستوى منذ 1952. وفي علامة أخرى على وفرة المعروض استقر عدد الحفارات التي تديرها شركات الحفر الأميركية الأسبوع الماضي لأول مرة هذا العام، بعد تراجعه إلى أدنى مستوى في نحو عامين. وهبطت أسعار التعاقدات الأجلة لخام برنت 41 سنتاً إلى 48.31 دولاراً للبرميل في الساعة 08:51 بتوقيت غرينتش، باتجاه تسجيل هبوط لليوم الرابع على التوالي للمرة الأولى في شهر. وهبطت أسعار التعاقدات الآجلة للخام الأميركي 50 سنتاً عن سعر إغلاق الجمعة الماضي إلى 47.91 دولاراً للبرميل. وقال نائب وزير النفط الإيراني، ركن الدين جوادي، لوكالة مهر للأنباء، أول من أمس، إن بلاده لا تخطط لوقف زيادة إنتاج الخام وصادراته. أضاف أن صادرات بلاده من النفط باستثناء مكثفات الغاز، بلغت مليوني برميل يومياً، وإنها ستصل إلى 2.2 مليون برميل يومياً بحلول منتصف الصيف. وأدت تصريحاته إلى تلاشي المزيد من الآمال باتخاذ قرار مشترك بتثبيت إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك من الخام، خلال اجتماع للمنظمة في فيينا في الثاني من يونيو المقبل. وفاق أثر تلك التصريحات أثر المخاوف بشأن توقف غير مخطط لبعض الإنتاج العالمي من النفط، يصل إلى أعلى مستوى في خمس سنوات، لأسباب أبرزها حرائق الغابات في كندا التي أثرت في إنتاج النفط الرملي وتعثر الإنتاج في ليبيا ونيجيريا. تراجع الاكتشافات قال المحللون في بنك مورغان ستانلي، أمس، إن الاكتشافات النفطية في 2015 نزلت لأقل مستوى منذ عام 1952 مع تقليص شركات الطاقة ميزانيات التنقيب في أعقاب هبوط أسعار النفط، ما يخلق فجوة في تلبية الطلب مستقبلاً. وذكر البنك الأميركي نقلاً عن شركة ريستاد إنرجي للاستشارات النفطية، أن صناعة النفط والغاز اكتشفت 2.8 مليار برميل من الخام خارج الولايات المتحدة العام الماضي، ما يعادل الاستهلاك العالمي في شهر واحد. وبإضافة الولايات المتحدة ترتفع الاكتشافات العالمية إلى 12.1 مليار برميل، ولكن هذا الحجم يظل أقل مستوى منذ 1952 حين كانت صناعة النفط واحداً على سبعة من حجمها الحالي. والاكتشافات النفطية حيوية لتجديد الموارد وتلبية الطلب الذي لايزال ينمو، وتعويض استنزاف الحقول القائمة. ودفع الانخفاض الحاد في أسعار النفط على مدى العامين الماضيين شركات من بينها أكسون موبيل ورويال داتش شل، لخفض ميزانياتها بشكل حاد، لاسيما ميزانيات التنقيب، إذ تراجع الإنفاق في 2015 إلى نحو 95 مليار دولار من 168 ملياراً قبل عامين بحسب مورغان ستانلي. ورغم الزيادات الكبيرة في الإنفاق على التنقيب منذ بداية العقد، حين شهد الطلب نمواً سريعاً، فإن الاكتشافات الكبيرة كانت قليلة مثل حقل يوهان سفيدروب قبالة ساحل النرويج، وحقل الغاز العملاق ظُهر الذي اكتشفته إيني قبالة سواحل مصر على البحر المتوسط. واردات من جهة أخرى، أظهرت بيانات الجمارك الصينية، أمس، أن واردات النفط الصينية من روسيا قفزت 52.4% في أبريل الماضي، مقارنة مع مستواها قبل عام لتصل إلى مستوى قياسي عند 1.17 مليون برميل يومياً. ويقارن هذا مع المستوى القياسي السابق عند 1.13 مليون برميل يومياً الذي سجلته الصين في ديسمبر الماضي. وتراجعت واردات أبريل من السعودية بنسبة 21.8 %، عن مستواها قبل عام لتصل إلى مليون برميل يومياً، ولكنها زادت على 936 ألفاً و500 برميل يومياً في الشهر السابق. وهبطت واردات الصين من إيران 5.1 % في أبريل عن مستواها قبل عام إلى 671 ألفاً و176 برميلاً يومياً. ويقارن هذا المستوى مع 590 ألفاً و830 برميلاً يومياً في مارس. أرامكو قال دوي سويتجيبتو الرئيس التنفيذي لشركة برتامينا للطاقة الإندونيسية الحكومية، أمس، إن شركة أرامكو السعودية مستعدة لتوريد 270 ألف برميل من النفط الخام يومياً لمصفاة ستشارك في تحديثها مع برتامينا. وأضاف سويتجيبتو، أن برتامينا ستستحوذ على حصة بين 55 و60 % في المشروع المشترك مع أرامكو لتطوير مصفاة سيلاكاب. جاكرتا ــ رويترز