القاهرة: الخليج اتفق شيخ الأزهر أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال لقائه أمس بابا الفاتيكان فرنسيس بالمقر البابوي بروما، على عقد مؤتمر عالمي للسلام، واستئناف الحوار بين المؤسستين. واستغرق اللقاء الخاص بين الزعيمين الروحيين نصف ساعة تقريباً. وأشادا بالدلالات المهمة لهذا اللقاء الجديد في إطار الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام. وبحسب الفاتيكان فإن البابا وشيخ الأزهر بحثا بشكل خاص السلام في العالم ونبذ العنف والإرهاب ووضع المسيحيين في إطار النزاعات والتوتر في الشرق الأوسط وكذلك حمايتهم. وقالت مشيخة الأزهر، في بيان أصدرته أمس الاثنين: إن بابا الفاتيكان رحب بالإمام الأكبر، مؤكداً أن لدى الطرفين رسالة سلام وتسامح وحوار هادف، وأن العالم يعلق آمالا كبيرة على رموز الدين وعلمائه ورجاله، ويقع على المؤسسات الدينية العالمية مثل الأزهر والفاتيكان عبء كبير في إسعاد البشرية ومحاربة الفقر والجهل والمرض. وقال البابا إنه متابع لدور الأزهر الشريف في نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك وجهوده في مواجهة الفكر المنحرف، مشدداً على أن دور الأزهر في هذه الفترة من تاريخ العالم مهم ومحوري. وقال الطيب: إن العالم في حاجة ماسة إلى مواقف مشتركة من المؤسستين الكبيرتين من أجل إسعاد البشرية، لأن الأديان السماوية لم تنزل إلا لإسعاد الناس، مؤكدا أن الأزهر يعمل بجميع هيئاته على نشر وسطية الإسلام، ويبذل جهودا حثيثة من خلال علمائه المنتشرين في كل العالم، من أجل إشاعة السلام وترسيخ السلام والحوار، ومواجهة الفكر المتطرف، ولدينا مع مجلس حكماء المسلمين قوافل سلام تجوب العالم، وفي ختام الزيارة قدم البابا هدية تذكارية إلى شيخ الأزهر، تقديراً لفضيلته. وكان شيخ الأزهر قد وصل أمس روما، حيث استقبله، والوفد المرافق له، عدد من قيادات الفاتيكان. وهي المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا اللقاء في الفاتيكان. وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني زار شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي في القاهرة في 27 فبراير/شباط عام 2000. من جانبها أشارت وزارة الخارجية المصرية أمس، إلى أن العلاقات بين مصر والفاتيكان تشهد نموا مطردا، منذ اللقاء المهم الذي تم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والبابا فرنسيس في نوفمبر/تشرين الثاني 2014. وأوضحت أن السفير حاتم سيف النصر، سفير مصر، عبر عن ارتياحه للقاء البابا وشيخ الأزهر، واعتبر هذا اللقاء تجسيداً لرغبة أكبر قيادتين دينيتين في العالم، في تقديم نموذج حي للعالم للتعايش والوئام والسلام والسماحة والتسامح. وأضاف السفير أن هذه السابقة الفريدة تأتي في توقيت له دلالاته المهمة، حيث تحمل في طياتها تأكيداً عملياً لأهمية تقوية أطر الحوار بين القادة الدينيين للرسالات السماوية، وتوسيع أرضية التفاهم حول القيم السامية المشتركة بينها، كما أنها تبعث برسالة واضحة لا مراء فيها، لنبذ كل أنواع الغلو والتشدد والتعصب والفكر الظلامي المتطرف، خاصة في ظل ما يموج به عالمنا اليوم من صراعات وإرهاب إجرامي، يتخفى وراء ستار الدين، وخلف وراءه صوراً من المعاناة الإنسانية التي لا يوجد مثيل لها في التاريخ المعاصر.