×
محافظة المنطقة الشرقية

العتيبي: لا يحق للمجلس تهميش مقترحات الأعضاء

صورة الخبر

لا يشبه عمل «كتيبة الخنساء» أو «الحسبة النسائية» في تنظيم «داعش» أي عمل آخر، فهذه الكتيبة، التي تتألف من مئات النساء الأجنبيات والسوريات، توكل إليها مهمّة مراقبة سلوك الفتيات والسيدات في المنطقة التي يوجدن فيها، وفرض العقاب عليهن؛ من الغرامة المادية، إلى العنف النفسي والجسدي، وصولا إلى السجن في قفص في الطرقات أمام أعين الناس. وارتبط اسم «الخنساء» بكل فتاة أو سيدة تنخرط في صفوف التنظيم، بحيث بات عملهن خاضعا لهذه الكتيبة التي تعد «ذراع التنظيم» في إحكام السيطرة على المنطقة الخاضعة له، ومراقبة النساء في تفاصيل حياتهن اليومية. فهؤلاء وإن كان وجودهن ليس ظاهرا كما في السابق، فإن دورهنّ والمهام الموكلة إليهن واضحة بالنسبة إلى الأهالي، على غرار ما يحصل في الرقة، معقل «داعش» الرئيسي؛ إذ إنهن، وبعدما كان يخصّص لهن مركز في الرقة، بتن اليوم يتوزّعن على أماكن عدّة تفاديا لاستهدافهن كما حصل منذ أكثر من سنة عندما تعرض المركز الخاص بهن، «فرع الأمن السياسي سابقا»، للقصف، وقتل حينها أكثر من 30 سيدة، بحسب ما يقول أبو محمد الرقاوي، الناشط في «تجمع الرقة تذبح بصمت»، لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن التنظيم عمد إلى حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعد ذلك في المكان نفسه، في خطوة قد تكون ردّا على عملية استهداف المركز. ويقدر عدد عضوات الكتيبة في الرقة بما بين 300 و400 سيدة، نصفهن من الأجنبيات والنصف الآخر من السوريات، بحسب أبو محمد، لافتا إلى أن سيدة بريطانية كانت تتولى قيادة الكتيبة تدعى «أم عبد الله» البريطانية، ولم تكن تتقن اللغة العربية بشكل جيد، في حين تشير بعض المعلومات اليوم إلى أن سيدة سورية تولت المهمة بعدها، وهو ما لفتت إليه مواقع معارضة، مشيرة إلى أن سيدة سورية الأصل تدعى «أم هاجر» تتولى قيادة الكتيبة التي لم يعد لها مقر محدد بعد استهداف طيران التحالف مقرات «داعش» بشكل متكرر. وكان لافتا أنّ من بين السيدات الأجنبيات في الكتيبة مغنية «راب» بريطانية أيضا، عرفت بـ«أم حسين» وهي كانت زوجة أحد أبرز قادة التنظيم، «أبو حسين»، البريطاني من أصول باكستانية، وفق ما يشير أبو محمد، لكن ومنذ مقتل الأخير قبل سبعة أشهر، غابت أخبار تالي «جونز» حتى عن وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما كانت ناشطة على موقع «تويتر» وأغلق حسابها مرات عدّة. وترتكز مهام «كتيبة الخنساء»، على ضبط المخالفات التي تقوم بها النساء، من التواصل أو الوجود مع الرجال، إلى التقيّد باللباس الشرعي ومنع التبرج.. وغيرها من القوانين التي فرضها التنظيم بحيث يتعرض أيضا أولياء أمورهن إلى العقاب. ومثل قوانين التنظيم العامة، تفرض «الحسبة النسائية» عقوبات على النساء، مثل المعسكر الشرعي، أو الغرامة المالية التي تبدأ من عشرة آلاف ليرة سورية وتصل إلى مائة ألف، إضافة إلى الجلد، وتعنيفها بواسطة «العضاضة»، وهي عبارة عن فكّ حديدي، في أماكن حساسة من جسمها، وصولاً إلى السجن. ويتم توزيع «نساء الحسبة» على السجون لمراقبة السجينات حيث يفرضن أيضا العقوبات على كل من تخالف التعليمات. ولا يسلم أزواج «سيدات الحسبة» بدورهم من المراقبة؛ إذ ضمن المهام الموكلة إليهن أيضا، مراقبة أزواجهن من المقاتلين في التنظيم، ومن ثم نقل المعلومات للمكتب الأمني. ولا تقتصر مهام سيدات الكتيبة على المراقبة والعقاب، بل تتعداها إلى دور «الخطّابات»، بحيث يقمن بالبحث عن زوجات لعناصر وقادة التنظيم، ويصل الأمر في أحيان كثيرة إلى تزويج الفتيات بالقوة تحت التهديد، وهو ما يشير إليه أبو محمد، مؤكدا تسجيل حالات انتحار لفتيات تعرضن لضغوط لإجبارهن على الزواج، وقد تكون الزوجة الثانية أو الثالثة، كما أن عدم القبول يعرض الفتاة إلى حملات تشهير، علما بأنه قبل مدّة كانت «الكتيبة» قد أصدرت تعميما يطلب من الفتاة التي تريد الزواج ارتداء غطاء أبيض اللون على وجهها تحت الغطاء الأسود، يدل على رغبتها في الارتباط. ويشير أبو محمد إلى اعتماد «الحسبة النسائية» في الفترة الأخيرة على عقوبة السجن في قفص في الطريق أمام أعين الناس، ويتم وضع جماجم بشرية حولها، كاشفا أن إحدى الفتيات التي فرضت عليهن هذه العقوبة أصيبت بنوبة عصبية بعد أربع ساعات على حجزها نقلت بعدها إلى المستشفى، كما أصيبت فتاة أخرى بالجنون. ولا يغيب التدريب العسكري عن «كتيبة الخنساء» التي أخضعت أيضا المنضويات تحتها لدورات تدريبية على حمل السلاح وتنفيذ العمليات الانتحارية، إلى جانب تعلّم القرّآن الكريم، والفقه الداعشي. ومثل الرقة، كذلك لا يختلف وضع ودور «كتيبة الخنساء» في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم؛ إذ نشرت مواقع معارضة معلومات تفيد بأنه في محافظة دير الزور تتولى أم سليمان العراقية، قيادة «الحسبة النسائية» وتتخذ من مبنى السياسية في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، مقرًا لها، وفي الموصل تعد أم الوليد (أوزبكية) أشهر قادة الحسبة النسائية، وتتخذ من مستشفى ابن سينا في مدينة الموصل مقرا لها، إضافة إلى دورها في «كتيبة الخنساء».