×
محافظة المنطقة الشرقية

سفيرة خريجي المملكة المتحدة «سعودية»

صورة الخبر

قد يكون فريق بايرن ميونيخ عملاق الكرة في أوروبا، غير أن جماهير برشلونة، وريال مدريد، ومانشستر يونايتد أكثر عددًا حول العالم، فهل ينجح الألمان في تحقيق الشعبية والانتشار في الولايات المتحدة؟ لم يكن المشهد كله مفعمًا بالفرح في مدينة أنغلوستاد بعد فوز بايرن ميونيخ بلقب بطولة الدوري العام الألماني للعام الرابع على التوالي. فرغم الأجواء الاحتفالية التي عاشها العملاق البافاري في غرفة خلع الملابس المخصصة للفريق الضيف بعد انتصارهم على مضيفهم، فإن مسحة الحزن كانت لا تزال ترتسم على وجوههم بعد الهزيمة التي منوا بها أمام أتليتكو مدريد في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا. وعلى بعد آلاف الكيلومترات ساد جو من الفرح الغامر والاحتفالات في الحانات والمطاعم بمدنية شيكاغو الأميركية، حيث تجمع أعضاء رابطة مشجعي فريق بايرن ميونيخ منذ الساعة الثامنة صباحًا، الوقت الذي تزامن مع توقيت المباراة في ألمانيا، وبعد نهايتها تبادل المشجعون نخب الانتصار. لم يعد فريق البايرن ذلك الفريق المجهول بالنسبة لجماهير الكرة العالمية التي باتت تتطلع بعيونها للاستمتاع وتشجيع فرق أبعد ما يكون عن بلدانها. لكن بالمقارنة مع فرق مثل ريال مدريد، وبرشلونة، ومانشستر يونايتد، مثلاً، لا يتمتع البطل الألماني بنفس الشعبية على النطاق العالمي، تلك الشعبية التي حولت فرقها إلى ماركة عالمية جبارة. يبلغ عدد متابعي الفريق الألماني على «تويتر» حاليًا 2.8 مليون مشجع، في حين يبلغ عدد متابعي ريال مدريد 19.3 مليون، وبرشلونة 17.3 مليون، ومانشستر يونايتد 7.67 مليون. لكن بعد إضافة لقب جديد في الدوري والفوز بكأس ألمانيا، يطمح البايرن لغزو سوق الكرة في أميركا الشمالية ومد نفوذه هناك. لقد جاء افتتاح النادي لمكتب في نيويورك عام 2014 «بهدف رفع اسم فريق إف سي بايرن في أميركا الشمالية» بعد فوز ألمانيا بكأس العالم 2014، يبدو الطريق الذي سلكه البايرن كي يصنع لنفسه اسمًا هناك. ومن المقرر أن يلعب البايرن ثلاث مباريات هذا الصيف في مدن شيكاغو، ونيويورك، وتشارلوت في إطار منافسات «كأس أبطال العالم». وعلى الرغم من الرقم القياسي الذي حققه الفريق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري الألماني، فلن يكون الأسلوب الذي سيتبعه البايرن في الترويج لنفسه في الولايات المتحدة تقليديًا بحال. شأن أي رياضة أخرى، تعتمد كرة القدم على الأسماء البراقة لنجومها، بيد أن البايرن لا يملك نجومًا عالميين بنفس وهج ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو. ويرى جوسي ميغويل برغوس الذي يعمل بمؤسسة استشارية في كرة القدم بالولايات المتحدة، أن عدم وجود أسماء لامعة بالفريق الألماني لن يشكل عائقًا أمام انتشاره في سوق الكرة المربح بالولايات المتحدة. وأضاف برغوس: «بايرن ميونيخ انتقل إلى نوعية مختلفة من الناس، اتجه صوب الجذور، في حين أن الأندية الأخرى ذهبت خلف جيل الألفية الذي يشاهد 3 أو ربما 4 أندية كرة قدم في عطلة نهاية الأسبوع. لدينا كثير من تلك النوعية من الجماهير في الولايات المتحدة الذين يتابعون بشغف فرقًا مثل مانشستر سيتي، إيه سي ميلان، وبرشلونة في نفس الوقت». وبناء على ما رآه بارغوس، فإنه يعتقد أن البايرن يحاول التقرب من جماهير تعرف الفريق ككل أكثر مما تعرف لاعبًا بعينه، وأن الميزة التي يستند إليها هذا الفريق هي أنه بمقدوره الدخول مباشرة إلى «صلب» عالم كرة القدم في الولايات المتحدة. ويرى بارغوس أن جماهير الرياضة في الولايات المتحدة تجري خلف الفرق، في حين أن الجماهير في الأسواق اليابانية والآسيوية تجري خلف اللاعبين المشاهير. وقال: «في تشجيعهم لكرة القدم، يروق للأميركيين الأشياء طويلة المدى، وهو نفس أسلوب تفكير فريق البايرن. فبالمقارنة بأي رياضة أميركية أساسية أخرى، فإن كرة القدم ليست موسمية، فقد تستمر منافساتها على مدار العام. وهناك اتجاه لتأكيد محو صورة النجم السوبر ستار من المعادلة، فماذا سيحدث في حال ترك كريستيانو رونالدو النادي غدًا»؟ يفتقد البايرن للاعب مثل رونالدو. ففي العدد الأخير من مجلة «إي إس بي إن» الذي حمل عنوان «الشهرة»، جاء رونالدو كأشهر رياضي في العالم إلى جوار ليونيل ميسي، وحل نيمار في المرتبة الثالثة. وبحسب جماهير بطولة كأس أمم أوروبا القادمة هذا الصيف ووفق ماتيوس شميت، عضو برابطة مشجعي البايرن في نيويورك، فإن عضوية الرابطة ما هي إلا انعكاس لما حققه المنتخب الألماني في كأس العلم. «كثير من أعضائنا هم جماهير المنتخب الألماني لأن بايرن ميونيخ كان دومًا بمثابة الرافد الأساسي للفريق الوطني، لذا كان المنتخب حافزًا لتلك الجماهير أن تتابع فريق البايرن». بمدينة تورنتو الكندية كثير من مشجعي الكرة المرتبطين بأندية عالمية، ومن ضمنها نادي البايرن الذي يحظى بقاعدة جماهيرية عريضة في النوادي الرياضية والمطاعم. يتجمع هنا العشرات من المشجعين صباح أيام السبت لمشاهدة مباريات الدوري الألماني، ناهيك بآخرين ممن يشاهدون مباريات كأس أبطال أوروبا. ورغم أن رابطة مشجعي البايرن هنا لا يزيد عمرها على العامين، فإن أعضاء الرابطة يتحدثون عن الزيادة غير المعقولة في أعداد أعضائها في تلك الفترة القصيرة. شاهدت المباراة التي خسر فيها البايرن (1 - صفر) أمام أتليتكو مدريد في مباراة ذهاب الدور قبل النهائي لكأس أبطال أوروبا، وكم كان الأمر محزنًا لمشجعي البايرن. غير أن الفوز بلقب الدوري الألماني وربما كأس ألمانيا للمرة الثامنة عشرة في تاريخ البايرن سيكون خير عزاء لتلك الجماهير. لكن كأس أبطال أوروبا هو اللقب الأسمى الذي فات البايرن في المواسم الثلاثة الأخيرة، ولو تمكن النادي من حصدها لساهم ذلك في زيادة شعبيته هنا بكل تأكيد. غير أن ريان تيون، نائب مدير رابطة مشجعي البايرن في تورنتو كان له رأي آخر إذ قال: «لن يتحقق النجاح المتواصل إلا بعد فوز النادي بدوري أبطال أوروبا، فعندها فقط سوف يتحول مشجع الكرة من مجرد مشجع عادي لكرة القدم إلى مشجع دائم لنادي البايرن. لن يكون الفوز بلقب الدوري أو الكأس في ألمانيا كافيًا بحال، فالفوز بكأس أبطال أوروبا هو الأساس لضمان نمو رابطة مشجعي البايرن. هذا هو الطريق الوحيد الذي يضمن تحول مشجع كرة لا تربطه جذور حقيقية بالمورث الألماني لتشجيع فريق البايرن».