خواطر فايز الشهري يَعصر نفسه بقوة ليخرج ضحكته رغماً عنها حتى يُرضيهم!، يُقبِّل الأيادي ويمشي نصف مستقيم حتى يُعزز غرورهم!، يُقلل من قيمة نفسه ويكسرها ليُعجبوا به!، يُسلّط سوطه على من هم تحت إمرته ليكسب نصف ابتسامة منهم!، يُقدم عروضاً بهلوانية ليسعد يومهم!، وبعدها يتباهى بنفسه و يقول أنا وأنا!!. هناك فرق بين اللباقة ومبادئ الذوق والمجاملة في الحديث والتعامل، ومن يجعل من نفسه سخريةً يراها الناس من حوله وهو يعتقدها خافية!، في الأولى دروس في رقي التعامل، ومعرفة لمستوى نفسه قبل الذي أمامه، وفي الثانية إهانة علنية لذاته!. لست مجبراً لأي سبب كان على المضي في طريق النفاق والمصلحة، فعملك، ومعرفتك لقدر نفسك، هو جهدك الذي يتحدث عنك هو لسانك، فعلك، وشموخك الذي لا يكسره همز ولمز. بالفعل نرى المنافق يتصدر! وليس كل من تصدر منافقاً فهو الأعلى دخلاً، الأكثر سلطةً، والأقوى بجاحةً!، ومن يتأمل في ذلك قد يتخذه قدوة بعمله حتى يصل، ويتربع أسفل العرش معه!، ففي ظل هذا الغلاء المعيشي، والحاجة الملحة لمصادر تُدخل الناس في راحة ولو وهمية، هل علينا أن نتَّبع الموجة لنكسب صداقة، مالاً، منصباً، ترقيةً، ومكانةً اجتماعية؟! هل علينا الكذب على أنفسنا، وعلى من يحيط بنا من معارف، أو تربطنا بهم أعمال حتى ننجح؟!، هل علينا أن نخدع الناس، ونخدع أنفسنا قبلها؟!، هل علينا أن نعمل كالمخبرين لمن نرجو رضاهم عنّا؟!، وهل علينا أن نكون بوجهين! إن كنَّا سنستفيد.. ابتسمنا، وإن لم نرَ فائدة.. احْتَقَرنا؟!. إن التحدث بهذا الجانب يجلب الغثيان، فما بالكم بمن ينظر إلى المتملقين الذين يقومون بعملهم الروتيني لُيربت صاحبه على رأسه استحساناً!، ومن المنصف ألا نضع اللوم على المنافق فقط، فالطرف الآخر له من الخطأ نصيب، لعدم ثقته بنفسه، ومحبته لنشر الحاشية وسط عمله أو مكانه، وشغفه ليتغنى الناس به حتى وإن كان كذباً، وإن رأى منك هدفاً للتمجيد! قَرَّبك، وإن رآك واثقاً تصدح بالحق أبعدك!. وفي النهاية، الدنيا طريق نعبره ما كتب الله لنا به من عمر، فنرى، ونتعلم في كل لحظة شيئاً جديداً، ونحاول قدر المستطاع أن نعيشها برضا بالذات كبير، وبوضوح يُشهد به من يحتك بنا، فاجعل لنفسك قدراً موزوناً لا يَضُر، ولا يُضِر . ويا من بُليت.. استتر!