×
محافظة المدينة المنورة

شاهد.. حريق يلتهم 8 مركبات داخل محطة وقود بطريق الهجرة في المدينة المنورة

صورة الخبر

ها نحن في نهاية موسم دراسي طويل جدا، والكل يدرك أن الصيف يعني بالضرورة سفرا ومصاريف واستمتاعا وتنقلا بين مناطق معينة سبق أن تم اختيارها من قبل اجماع أو حتى قرار فردي من رب الأسرة، ولكن بعد الصيف يبدأ التذمر من الديون التي تحملها الفرد من أجل السفر والراحة بالرغم من انه لا راحة إلا في البال وهذا من سابع المستحيلات هذه الأيام وما نعانيه من ضغوط خارجة عن إرادتنا ولكنها سنة الحياة التي خلق فيها ومشيئة الله سبحانه وتعالى، ومع السفر تختلف الأمزجة، فمنا من يرغب في قضائها داخل البلد وبين أرجاء الوطن ومنا من يفضلها خارجية، وفي كلتا الحالتين عناء، هنا الهدف واحد من السفر وهو الراحة والابتعاد قدر الإمكان عما يوتر الفرد وهذا متفق عليه، ولكن لو نظرنا إلى الوضع من الناحية المادية -وهذا هو المهم لدى الكل- فان السفر الخارجي يعتبر أقل إلى حد كبير من تكاليف السفر الداخلي خاصة في ظل ارتفاع مقدار المعيشة في الآونة الأخيرة، فالغلاء طال كل شيء فما بالك بالشقق المفروشة والفنادق على اختلاف درجاتها لأنهم يعتبرون الصيف هو الموسم بالنسبة لهم فيكون الارتفاع في الأسعار بنسبة 200% إن لم يكن أكثر من ذلك، وهذا أمر مفروغ منه منذ الأزل خاصة وان الجهات المعنية لا دور لها يذكر، وقد يكون الشيء الذي نحن نفتقده هو تنظيم المهرجانات التي تفعل السياحة الداخلية خاصة في المناطق الباردة كالطائف ومناطق الجنوب وفي حد علمي أن مناطق الجنوب لا يوجد بها سوى الطبيعة وتلك الجبال الصماء التي لم يستغلها أصحاب المال هناك لعمل الشيء الكثير لجذب المواطن إليها، ويتم الاستثمار الحقيقي للبلد ببناء ملاهٍ كبيرة توازي ما يوجد في الخارج للصغار والكبار أيضا لأن الملاحظ انه لا يوجد أي وسائل ترفيه للكبار في هذا الجانب واقصد به الألعاب، لان الكبير أيضا يحتاج إلى مثل هذا المناخ مع أسرته، وحتى إن وجد تنظيم لشيء ما فيكون للأطفال وبعض الندوات التي اعتبرها مع الأسف فض مجالس لأنه كلام معاد ومكرر من عهد جدي رحمه الله، المشكلة انه لا ينظر إلى المهرجانات إلا في وقت الصيف، فعلى سبيل المثال هنا لدينا في الدمام لا يوجد أي مناشط طوال السنة بالرغم من اعتدال المناخ ولكن إذا أتى الصيف تنظم بعض المسابقات على استحياء في أماكن مثل الأسواق حتى يتوافد الجمهور في أجواء باردة، لماذا لا تراعى هذه النقطة طوال العام ويتم الاكتفاء بكم يوم فقط في الصيف؟ تكاثرت المجمعات في مدينة وترى الناس بها أيام الصيف بالمئات إن لم يكن بالآلاف لماذا كل هذا أهو الحاجة إلى الشراء، طبعا لا، الغالبية العظمى يدخل هذه المجمعات للتنزه والترويح تخيل تنزها وترويحا داخل مجمع؟ أين الفعاليات الحقة التي تجذب أبناء الدول المجاورة إلينا حتى نفخر أن لدينا شيئا نقارع به الغير على الأقل في الترويح عن النفس خاصة أن الكثير من الأسر لا يسعهم السفر في وقت الصيف لأمور معينة، ومع سوء الحال الترفيهي فإن الغلاء ما زال يواصل ارتفاعه غير المبرر، وفي هذه الحالة لن يكون هناك لا بيع ولا شراء بالطريقة السوية ولا حتى هذه الفنادق تجد الإقبال ولا الرواج فتبور التجارة ويحدث خلل ما في عصب الاقتصاد في البلد لان المواطن هو المحرك الرئيسي لكل شيء هنا خاصة أننا شعب استهلاكي في كل شيء، فتصوروا معي لو أن المواطن أحجم عن السفر فأول من تأتيه الخسارة هي الخطوط الجوية ثم بعد ذلك تتضرر الفنادق لأنه لن يكون بها رواد، وكذلك الشقق المفروشة التي أصبحت أسعارها توازي الإيجار السنوي، واكتفى المواطن بالخروج إلى الكورنيش في أوقات متأخرة من الليل حتى يتجنب الحر والرطوبة هذا بالنسبة إلى المناطق الساحلية وأما المناطق الصحراوية فيكتفي بالخروج إلى الاستراحات والشاليهات البرية وأما المناطق الباردة فتجده يعمل الشاي ويخرج إلى البلد في ظل الهدوء وعدم الزحمة.. لو ان كل مواطن ظل قابعا في مدينته أليست هذه خسارة.. وبس.