استجبت عندما كنت طالبا بحماسة صغر السن وتأثرا بسحر شخصية رائد الفضاء سلطان بن سلمان لحملة قادها للحث على التبرع بالكلى عند الوفاة، وكانت الحملة تصدر بطاقات تشير إلى موافقة حاملها التبرع بكليتيه في حالة الوفاة، وبمجرد الحصول عليها، عرضتها فرحا على جدتي أطال الله في عمرها منتظرا ثناءها فإذا بها تمسكها وتمزقها مع توبيخي لأنني سأسمح لهم بتمزيق جسدي عند مماتي ! مرت الأيام وتغيرت مفاهيم جدتي، فوجدتها تثني على ابن خالتي عندما تبرع بأعضاء جسد ابنته الصغيرة عندما اختارها الله إلى جواره، وكذلك تغيرت مفاهيمي أنا فنظرتي للتبرع بالأعضاء لم تعد بحاجة لحماسة صغر سن أو تحفيز سحر شخصية مشهورة، فهي قناعة اليوم بأن التبرع بالأعضاء هو عمل إنساني عظيم لمد الآخرين بأسباب الحياة ! ووفقا لبعض الصحف أسقط مجلس الشورى مشروع قانون يسمح للراغبين في التبرع بأعضائهم بتدوين ذلك على رخصة القيادة، وأوضحت مصادر لـ «عكاظ» في عددها الصادر أمس أن من أسباب سقوط المشروع جدل بعض الأعضاء بأن مسألة التبرع لم تحسم فقهيا ! ولو أننا أجلنا كل شيء في حياتنا لأنه لم يحسم فقهيا لتوقفت الحياة في العالم الإسلامي، فالخلاف في المسائل بين الفقهاء لم يتوقف منذ أكثر من ١٤٠٠ عام، وليس من المنطق أن ينتظر أعضاء الشورى إجماع الفقهاء على كل مسألة ليمضوا فيها !