تعتبر الكلية الضحية الأولى لاستخدام العقاقير المنقذة للحياة التي يخضع لها كثير من المرضى نتيجة إصابتهم بأمراض أخرى تهدد حياتهم، فتلك العقاقير تعرض الكليتين للسموم الناتجة عنها، ولاختلاف العوامل المؤثرة في طريقة تعامل الكليتين مع تلك العقاقير يصعب توقع تأثيرها عليها، لذلك طور باحثون من جامعة ميتشيغن كلية على رقاقة لرصد ذلك التأثير بصورة سريعة ومعتمدة. تقوم الكلى بأدوار حيوية مهمة في الجسم، فهي تخلص الجسم من الفضلات والسموم، وتنظم السوائل به، وتحافظ على معدلات المعادن، كما أنها تنسق عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء، وكل 30 دقيقة تنقي الدم بكامل الجسم، لذلك فإن تضرر الكليتين وتراجع وظائفهما يعتبر أمراً في غاية الخطورة لذلك يرحب الطب بكل تقنية حديثة تساعد في حمايتهما أو علاجهما. تهدد أمراض الكلى مرضى العناية المركزة لكونهم يخضعون لعلاجات مختلفة في آن واحد مما يعرض الكلى لديهم إلى التأثر بالسموم الدوائية، لذلك صمم فريق من العلماء بقيادة د. شويتشي تاكاياما، رقاقة تحاكي طريقة عمل الكلية في التخلص من الأدوية، وتتكون تلك الرقاقة من غشاء نافذ من البوليستر وطبقة من خلايا كلية بشرية مخبرية محشوة بين الطبقتين العليا والسفلى من التجويف بداخل الرقاقة، ولتجربة تلك الرقاقة الرائدة استخدم الباحثون أحد أنواع المضادات الحيوية الشائع استخدامها، حيث تم ضخ ذلك المضاد إلى أعلى التجويف بالرقاقة ومنها تسرب إلى الغشاء وخلايا الكلية الموجودان بها، وتم اختبار طريقتين مختلفتين لضخ الدواء لرصد التأثيرات المختلفة في الكلية، إحداهما ضخ الدواء المركز كجرعة واحدة باليوم، والثانية ضخه الدواء المخفف على مدى فترات، بعدها تم فحص خلايا الكلية ووجد أن جرعة واحدة باليوم من الدواء المركز كانت أقل تأثيراً في خلايا الكلية مقارنة بالجرعة المتواصلة منه، بالرغم من استخدام كمية الدواء نفسها، ويتضح من ذلك أن تأثير الدواء في الكلية يختلف باختلاف طريقة تناول الجرعة وليس الجرعة نفسها أو نوع الدواء، ويأمل الباحثون في أن تسهم تلك الرقاقة الكلوية في تخفيف أمراض الكلى الناتجة عن استخدام الأدوية لدى مرضى العناية المركزة.