حذر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي من أن "ما حدث من اقتحام لمؤسسات الدولة من قبل المتظاهرين والعبث بالمال العام لا يمكن القبول به أو التهاون مع مرتكبيه"، وذلك بعدما اقتحم مئات المتظاهرين مباني حكوميةفي المنطقة الخضراء وسط بغداد، مما أدى إلى إصابة أكثر من 120 شخصا. وقال العبادي إن هذه الأحداث تهدف إلى التأثير على زخم الانتصارات التي تحققها القوات الأمنية ضد تنظيم الدولة. وأضاف أن هذه الأحداث لن تنال من عزيمة القوات الأمنية، ولن يتم التهاون مع مرتكبيها. وأضاففي خطاب متلفز أن "الخطوات والإنجازات المتحققة في ساحات المواجهة والتقدم المتحقق في المجال الاقتصادي يحظى بتقدير واحترام المواطنين والعالم للعراق والعراقيين، ويشهد بسير الحكومة في الاتجاه الصحيح، وإننا نبذل أقصى جهد لتجاوز التحديات الصعبة والقيام بإصلاحات ومعالجات شاملة يحاول هؤلاء عرقلتها". وتابعالعبادي "نجدد الدعوة لأبناء شعبنا للحذر واليقظة ممن يسعون إلى إثارة الفوضى لتحقيق مطامحهم"، مؤكدا أن الفوضى لن تكون لصالح الشعب والوطن. من جهتها، قالت قيادة العمليات المشتركة العراقية إن أجهزة الأمن فرضت سيطرتهاالكاملة على الوضع،كما فرضت السلطات حظرا للتجول في بغداد لفترة وجيزة. واتهمت السلطات الأمنية "عناصر مندسة استغلت تحضيرات قوات الأمن لاستعادة مدينة الفلوجة، بالوقوف وراء عملية الاقتحام". وقالت مصادر عراقية إن أكثر من120 شخصا أصيبوا إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص وقنابل الغاز المدمع لتفريق متظاهرين من أتباع التيار الصدري والتيار المدني تجمعوا عند أبواب المنطقة الخضراء وتمكنوا من اقتحامها، كما تمكن بعض المتظاهرين من السيطرة على مقر رئاسة الوزراء والبرلمان داخل المنطقة لبعض الوقت. قوات الأمن العراقي أطلقت الغاز المدمع لوقف اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء (رويترز) مظاهرة بالبصرة وعلى صعيد متصل، استخدمت قوات الأمن العراقي قنابل الغاز المدمع والعيارات المطاطية لتفريق متظاهرين كانوا يحاولون الاعتصام عند مبنى مجلس محافظة البصرة في جنوب العراق. وتأتي حركة الاحتجاجات تضامنا مع أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذين اقتحموا المنطقة الخضراء وسط بغداد. وقد ندد المتظاهرون بالتدخل الإيراني في البلاد، وبالمليشيات التي ترفع الأعلام الإيرانية داخل المحافظات العراقية. من جانبه، أصدر الصدر بيانا وصف فيه المتظاهرين بالثوار, قائلا إنه يحترم خيارهم وخيار ثورتهم العفوية. وأضافأن "ثورة الشعب السلمية صرخة في وجه الظالمين والفاسدين، وأنها ستنتصر، وستنهي المحاصصة والفساد والإرهاب". وطالب الصدر الحكومة العراقية بالإفراج فورا عمن وصفهم بالثوار، متهما حكومة العبادي "بقتل العراقيين بدم بارد". كما دعاالعراقيين إلى الصبر على ما يتعرضون له من قتل وتفجير على يد الإرهاب والعنف الحكومي، على حد وصفه.