من جديد؛ ينتهج وفد الانقلابيين المشارِك في مفاوضات السلام اليمنية، التي تستضيفها الكويت، نهج التلاعب. وهذه سياسة قديمة لديهم ظهرت في حوارات صنعاء خلال سنوات ما قبل الانقلاب وفي حواري سويسرا العام الماضي. والسبب إصرار المتمردين على التهرب من الإقرار بمرتكزات عملية السلام، وهي القرار الأممي 2216 ومخرجات «الحوار الوطني» والمبادرة الخليجية. هذه المرتكزات لم تطلبها الشرعية فحسب، إنما طلبها المجتمع الدولي باعتبارها دعامة قوية وأساسية لأي عملية سياسية مقبلة. ويوم أمس؛ عقد الوفد الحكومي الموجود في الكويت اجتماعاً مع المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، شدد فيه على ضرورة التزام الطرف الآخر بثوابت المشاورات خصوصاً أنها تحظى بإجماع دولي ودعمٍ أممي. وبالتالي؛ ليس منطقياً أو مقبولاً أن يبحث الحوثيون عن مرتكزات بديلة. وزير خارجية اليمن، عبدالملك المخلافي، ندد بسياسة الحوثيين القائمة على عدم البحث عن سلام والتعامل بعبثية مع التفاوض، مذكِّراً بتنصلهم من الاتفاقات التي جرت في مدينة بييل السويسرية قبل أشهر. ما قاله المخلافي يتذكره اليمنيون جيداً، فهم خَبِروا تنصل الحوثيين من وعودهم على مدى سنوات. حديث المبعوث الأممي خلال الاجتماع، وما نُقلَ عنه قبل أيام، يشير إلى قناعته بإضاعة الوفد الحوثي فرص السلام. ولد الشيخ أحمد عبَّر، في هذا الصدد، عن تقديره لما أبداه الوفد الحكومي من صبر. الحوثيون، وحليفهم صالح، مسؤولون أمام العالم عن إهدار فرص التوصل إلى حلول سياسية.