بدت الأسواق المالية أمس، في حالة تأثر كامل من التصريحات التى صدرت أمس الأول عن "المركزي الأمريكي" بشأن رفع قريب لأسعار الفائدة، وهو ما عبرت عنه أسواق العملة والأسهم والذهب والنفط بالصعود تارة والانخفاض تارة وفقا للتأثير العكسي بينها. فقد استقر الدولار قرب أعلى مستوياته منذ آذار (مارس) في التعاملات الأوروبية، بعدما حقق أكبر مكاسبه اليومية في خمسة أسابيع بدعم من زيادة فرص رفع أسعار الفائدة الأمريكية بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل. وبحسب "رويترز"، فقد أدت بيانات قوية وتصريحات لمجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي) وما أعقب ذلك من تحول في أسواق المال إلى إنعاش توقعات صناديق التحوط لموجة صعود جديدة للعملة الأمريكية التي اقتربت من مستوى التعادل مع اليورو قبل عام. وفاجأ المجلس الأسواق المالية بالتلميح في محضر اجتماع لجنة سياساته إلى أنه قد يكون مستعدا لرفع سعر الفائدة في حزيران (يونيو) إذا استمرت قوة الاقتصاد الأمريكي. وقال ستانلي فيشر نائب رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي إن الولايات المتحدة تحتاج إلى نمو اقتصادي محتمل أسرع من أجل رفع سعر الفائدة المتوازن في المدى الطويل. وأضاف فيشر في تصريحات قبل مؤتمر اقتصادي في نيويورك أن أكثر ما نحتاج إليه الآن مع اقترابنا من تحقيق مستويات التشغيل الكامل ومعدل التضخم المستهدف هو نمو محتمل أسرع، مشيرا إلى أن ذلك بالغ الأهمية لمستقبل الولايات المتحدة واقتصادات العالم، وأنه لابد من تخصيص مزيد من الدراسات لتطوير السياسات التي يمكن أن تؤثر في معدل النمو. وما يطلق عليه سعر الفائدة الفعلي المتوازن هو مستوى تكاليف الاقتراض المرتبط باستقرار التضخم والتشغيل بالكامل، ورفع مجلس الاحتياطي سعر الفائدة للمرة الأولى خلال عشر سنوات من قرب الصفر في كانون الأول (ديسمبر) 2015. وبعد وصول الدولار إلى 1.1206 دولار لليورو في بداية التداولات الأوروبية استقرت العملة الأمريكية عند 1.1220 دولار لليورو، وارتفع مؤشرها الذي يقيس أداءها أمام سلة من العملات الرئيسة بنسبة 0.1 في المائة. وتراجع الدولار مقابل العملة اليابانية إلى 110.085 ين لكنه صعد بمقدار ثلث في المائة أمام الدولارين الكندي والنيوزيلندي، وتوقع عدد من كبار المصدرين اليابانيين أن يتراوح سعر صرف الدولار أمام الين بين 105 و110 ينات في السنة المالية 2017-2016 التي بدأت في نيسان (أبريل) الماضي. وارتفع الجنيه الاسترليني أمام الدولار إلى أعلى مستوى له منذ الثالث من آيار (مايو) بعد صدور بيانات التجزئة البريطانية التي أظهرت انتعاش المبيعات في نيسان (أبريل) مسجلا 1.4648 دولار. وصعد الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف الشهر مقابل اليورو، وقفزت عوائد السندات لأجل عشرة أعوام لأعلى مستوى في أسبوعين، بعد أن أظهرت بيانات ارتفاع مبيعات التجزئة البريطانية بوتيرة أسرع من المتوقع في نيسان (أبريل) الماضي. إلى ذلك، هبط الذهب لأدنى مستوى في ثلاثة أسابيع مواصلا تراجعه الذي بدأه في اليوم السابق، بعد أن ألمح محضر اجتماع لجنة سياسات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بأن من الممكن رفع سعر الفائدة الأمريكية. والذهب شديد الحساسية لرفع سعر الفائدة الذي يزيد تكلفة حيازة معدن نفيس لا يدر فائدة، في حين يعزز رفع الفائدة الدولار المستخدم في تسعير المعدن. وهبط سعر الذهب للبيع الفوري 1 في المائة إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 1244.80 دولار للأوقية، في حين هبط الذهب في العقود الأمريكية الآجلة تسليم حزيران (يونيو) 19.20 دولار للأوقية (الأونصة) إلى 1255.30 دولار، ونزلت الأسعار في المعاملات الفورية 1.7 في المائة أمس الأول. وزاد الذهب 20 في المائة تقريبا منذ بداية العام بسبب تكهنات بأن الاحتياطي الاتحادي سيحجم عن رفع سعر الفائدة مجددا بسبب مخاوف متعلقة بتقلبات الأسواق العالمية، وبين المعادن النفيسة الأخرى نزلت الفضة 1.2 في المائة إلى 16.60 دولار للأوقية وهبط البلاتين 0.5 في المائة إلى 1019 دولارا للأوقية، وتراجع البلاديوم 0.1 في المائة إلى 570.24 دولار للأوقية، وفي وقت سابق من جلسة الأمس هبطت الفضة والبلاديوم لأدنى مستويات في شهر عند 16.58 دولار للأوقية و568.10 دولار للأوقية على الترتيب.